حنان الهلالية حاضنة الدجاج البلدي.. المتوجة بجائزة “للا المتعاونة”
مغربيات : سيدي بنور
في الثامن من مارس المنصرم نظمت وزارة السياحة و الصناعة التقليدية و النقل الجوي و الاقتصاد الاجتماعي النسخة الثانية للجائزة الوطنية “للا المتعاونة” لأحسن فكرة تطوير مشروع تعاوني نسوي، وذلك بتعاون مع مكتب تنمية التعاون بالرباط، حيث تم منح جوائز ل25 تعاونية نسائية على صعيد المملكة.
مغربيات” التقت حنان الهلالية صاحبة مشروع تربية الدجاج البلدي بمنطقة” سيدي بنور بإقليم الجديدة ، التي تحدثت عن فكرة المشروع و أهدافه ..
من رحم الحجر الصحي
في خضم الحجر الصحي ولد مشروع لم يكن ليرى النور، لولا الظروف التي فرضتها الجائحة. وجدت حنان نفسها بعد 15 سنة من العيش في الغربة، أخيرا وسط قريتها التي احتضنتها وفتحت لها ذراعيها بعد أن ضاقت ذرعا بالعيش بالمهجر.
“في الأيام الأولى من قدومي، لم أكن أفكر في تدبر معيشتي. احتضنتني أسرتي وكنت أحظى بالرعاية و الإهتمام و لا ينقصني شيء، لكن بعد ذلك بدأت أفكر في وسيلة تضمن لي عيشا كريما و تجعلني مستقلة خاصة و أنني أم لطفلة، و أنا التي اعتدت أن اتدبر أمور عيشي بنفسي”
كانت أيام الحجر ثقيلة على كل المواطنين و المواطنات، حيث ألزمت الجميع بالمكوث بالبيت، وهو ما أثقل على حنان التي اعتادت على العمل و الاستقلالية منذ أن سافرت وتركت خلف ظهرها تجربة زواج لم تكلل بالنجاح. كانت تجربة قاسية علمتها أن تشمر على ساعديها و أن تعمل لكسب رزقها والتكفل بطفلتها دون طلب المساعدة من أحد.
أثناء جولاتها في بستان العائلة بمنقظة بني هلال بسيدي بنور، لاحظت حنان أنه يصلح لتربية الدجاج البلدي، وقالت في نفسها لم لا أربي دجاجات وهكذا يمكنني أن أتسلى و أبدد هذا الضجر الذي فرضه الحجر الصحي.
طلبت حنان من شقيقها أن يشتري لها بضع دجاجات. بعد ذلك بدأت تمضي وقتها في البحث عن مثل هذه المشاريع عبر الدخول إلى غرف الدردشة و الإتصال بأصحاب هذه المشاريع بمنطقة دكالة والجديدة حيث تقظن، ولم تكتفي بل وصلت إلى مناطق أخرى، لتكتشف بعد ذلك أن هناك أنواع و سلالات لا حصر لها من الدجاج البلدي، من أكثرها انتشارا سلالات من اسبانيا، فرنسا، امريكا ، ايطاليا، روسيا..لم تكن حنان قد سمعت بها من قبل ، كما أن هناك أنواع للاستهلاك و أخرى للتزيين فقط، تشبه الطاووس في ريشه الملون و الطويل.
تطوير الفكرة..
كانت البداية حين أشترت عشرة بيضات من أحد هذه الأنواع، و جعلت إحدى دجاجاتها تحضن عليها، إلى أن فقصت لتفاجأ حنان بأشكال متنوعة من الدجاج البلدي
تقول حنان “لم أكن في البداية أعلم شيئا عن تربية الدواجن، باستثناء ما يعرفه أي شخص عادي يعيش في منظقة قروية، لكن شيئا فشيئا أصبحت أطلع على كيفية تربيتها و التعامل معها و نمط عيشها و التدخل أثناء مرضها إلى أن ضبطت أمورا عديدة بشأن تربيتها، وهناك كانت الإنطلاقة، لتصبح في ظرف سنة واحدة من التعاونيات النسائية النادرة في تربية الدجاج البلدي من مختلف السلاسلات بمنطقة سيدي بنور
وعن الأثمنة تشير حنان على أنها في البداية تفاجأت بكون ثمن البيضة الواحدة لبعض السلالات قد يتراوح بين 50 و 100درهم، لكنها بعد ذلك أدركت أنها بدون مجازفة من هذا النوع، فإنها لن تتمكن من تطوير مشروعها الذي يحتاج منها الكثير من الصبر و المثابرة و طول النفس، حسب ما أكدته هي بنفسها
تؤمن حنان بأن الإصرار و الإرادة هما الحافزان للنجاح، لكنها في نفس الوقت تؤمن بأن المرأة شأنها شأن الرجل تحتاج للدعم و التحفيز الدائم حتي يمكنها مواصلة حلمها وتحقيقه، لذلك فهي تسعى دوما للبحث عن الجديد و لا تستسلم مهما ضاق بها الحال و سدت في وجهها الأبواب، لأنها تدرك جيدا أن الإجتهاد و الإيمان الراسخ بالفكرة يقودان حتما إلى النجاح.
مسلحة بطموح جارف و عزيمة قوية تسعى حنان دوما إلى تطوير قدراتها عبر الإطلاع المستمر على كل جديد، كما أنها لا تتوانى لطلب الإستشارة من الذين سبقوها في المجال، وكغيرها كثيرات لازالت تعاني من مشكل التسويق الذي يجد الكثير من الصعوبات في منطقة يحقق قاطنوها، نسبيا الإكتفاء الذاتي من هذه المادة، التي أصبح الإقبال عليها كثيرا في الآونة الأخيرة.