حملة تضامن واسعة مع عائلة “ميكري” بسبب حكم بالإفراغ
مغربيات
أطلق نشطاء مغاربة حملة تضامن واسعة مع عائلة ميكري بسبب حكم قضائي يقضي بإفراغهم للمسكن الذي قضوا فيه ما يناهز خمسة عقود بقصبة الأوداية الأثرية بالرباط.
وعبر عدد من المغاربة عن استيائهم مما وصفوه ب“الاعتداء الذي لم يطل عائلة ميكري فحسب و إنما مس كذلك الذاكرة الثقافية للمغاربة و لعائلة فنية أعطت الكثير للأغنية المغربية، حيث اعتبرت سابقة لعصرها بأغاني ستظل خالدة في وجدان المغاربة.
وطالب بعضهم بتدخل وزارة الثقافية التي يفترض أنها راعية للفنانين، بحماية البيت الذي اعتبره عدد منهم متحفا و تراثا ثقافيا و فنيا، كونه كان شاهدا على إخراج العديد من الأغاني الجميلة التي لايزال المغاربة يتغنون بها للوجود ، معربين عن امتعاضهم من قرار قضائي اعتبروه غير منصف.
واستحضر عدد من النشطاء لحظات جمعتهم بالإخوان ميكري بالبيت موضوع الإفراغ، معتبرين أنها كانت لحظات فارقة في حياتهم، حين حلوا ضيوفا على أسرة متجذرة في المجال الفني، و كانت تفتح بيتها في وجه جميع المغاربة على اختلاف انتماءاتهم و توجهاتهم.
و صرح الفنان محمود ميكري (82 سنة) بدموع حارقة ، لوسائل إعلام وطنية أنه اكترى البيت الذي صدر فيه حكم بالإفراغ منذ 1974، وأن هذا البيت شكل على امتداد سنوات مزارا للعديد من الفنانين و الكتاب و الإعلاميين من داخل و خارج المغرب، مؤكدا أن قيمته الرمزية لا تقدر بثمن، سيما و أنه كان شاهدا على أعمال الإخوان ميكري، سواء تعلق الأمر بكتابة الكلمات أو الألحان أو التداريب وغيرها.
و أضاف الفنان ميكري بتأثر شديد، أن ثلاثة عناصر في غياب تام لرجال السلطة، اقتحموا البيت بالقوة، و وجدوا أرملة شقيقه الراحل حسن ميكري و ابنها الفنان ناصر ميكري دون مراعاة لخصوصيتهم.
و أكد ميكري أن مالكي البيت لم يعرضوا عليهم شراءه من قبل، وقاموا ببيعه لابنة أحد الوزراء السابقين التي سبق و دخلوا معها في نزاع قضائي قبل ذلك و ربحوا الدعوى، لكنها رفعت دعوى الإفراغ من جديد، لتحكم المحكمة مرة ثانية لفائدتها، و يتم منحهم بضعة أيام فقط لمغادرة البيت الذي شهد ميلاد العديد من التحف الفنية.
وقال إنه على الرغم من أنه اضطر للعيش بعيدا عن هذا البيت الذي لازال يحتضن مرسمه، بسبب نصيحة الطبيب له بالابتعاد عن البحر، إلا أن ابنه الذي قدم من بلجيكا يعيش فيه، فيما يحتل الطابق العلوي منه أسرة شقيقه الراحل حسن ميكري المكونة من أرملته و ابنه.
و أضاف أن البيت، عندما اكتراه، كان مجرد “خربة“، حيث لم يكن الناس يولون أهمية للسكن بقصبة الوداية، إلى أن تم إصلاحه على مدى خمسة عقود و أصبح بالشكل الذي يوجد عليه اليوم.