حسن نرايس : نسبة المخرجات المغربيات ضعيفة لكنهن وازنات سينمائيا
قال الكاتب و الناقد السينمائي حسن نرايس إن عدد المخرجات المغربيات انتقل من 8 مخرجات إلى 23 في ظرف عشر سنوات الأخيرة، حيث إنه الى حدود سنة 2000 لم يكن العدد يتجاوز 8، معتبرا أنها قفزة نوعية لم تعرفها أية دولة عربية.
و أضاف نرايس، خلال ندوة صحافية نظمت صباح اليوم الأربعاء على هامش المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا الذي تتواصل أشغاله إلى غاية 13 نونبر الجاري، خلال تقديم إصداره الجديد “المرأة في السينما المغربية : خلف و أمام الكاميرا“، أن العدد الذي لم يتجاوز 8 خلال الأربعين سنة ارتفع في ظرف عشر سنوات فقط ليصل إلى 23، وهو ما أرجعه إلى عدة عوامل موضوعية، من بينها تولي الراحل نور الدين الصايل رئاسة المركز السينمائي المغربي، معتبرا إياها شهادة حق في حق “أب السينما”.
و عن الصورة السلبية التي طبعت بعض الأفلام السينمائية حول المرأة، أشار إلى أن ما يزيد عن 25 فيلما سينمائيا كلها تحمل أسماء شخصية لنساء كعناوين (حادة, لالة الشافية، مرجانة، ملاك..)، وهو ما أرجعه الناقد إلى التعاطف مع المرأة في السينما منذ السبعينيات من القرن الماضي، متسائلا ما إذا كان ذلك اعترافا ضمنيا بدونية المرأة في المتخيل الذكوري المغربي، الشيء الذي يدعو للتفكير في ما إذا كان هذا التعاطف يشبه مقولة “أنا لست عنصريا لأنني لا أضمر شيئا سلبيا تجاه العرق الأدنى“.
و تساءل المتحدث عن المواضيع التي تناولتها النساء المخرجات، بدءا من فريدة بورقية و وصولا إلى مريم التوزاني ومريم بنمبارك، و التي تجاوزت، في نظره، قضايا المساواة و الحرية و الضعف و الشعودة وما إلى غير ذلك من التيمات التي ارتبطت بالمرأة المغربية، معتبرا أن ما ساعد هؤلاء المخرجات على بلورة رؤية جديدة، هو كونهن جئن بمرجعيات أخرى بعد أن صقلن مواهبهن و أغنين رصيدهن بمعارف ومهارات تعلمنها داخل المعاهد الكبرى الأوروبية التي درسن بها.
و أكد الناقد السينمائي أن نسبة المخرجات المغربيات لا تتعدى 8% من مجموع المخرجين المغاربة، ومع ذلك فقد استطاعت المخرجة المرأة أن تفوز بالجائزة الكبرى 5 مرات خلال المهرجان الوطني للسينما منذ بدئه إلى الآن، و في مهرجان كان السينمائي يتجاوز عدد المخرجات اللواتي مثلن المغرب عدد المخرجين، كما أن حضور النساء خلال المهرجانات السينمائية الدولية كان دائما مشرفا و وازنا (مهرجان قرطاج، مهرجان القاهرة..)، سواء من حيث الإخراج أو كعمل أولي، أو جائزة لجن التحكيم أو غيرها من الجوائز.
و أوضح الرايس أن نسبة الجوائز التي حصلت عليها المخرجات المغربيات في مهرجانات من خارج المغرب بلغت 40%، وهو ما يشير إلى أنه على الرغم من النسبة الضعيفة لعددهن إلا أن حضورهن ملفت و وازن.
كما أوضح، ومن خلال مشاركته في لجن تحكيم الأفلام القصيرة، أنه وقف على أفلام لشابات واعدات تبشر بمستقبل جميل سواء تعلق الأمر بالإخراج أو كتابة السيناريو أو غيرهما.
وانتقد العقلية الذكورية التي لازالت تتحكم في إبعاد النساء من أخد مكانهن في مواقع المسؤوليات، حيث أنه منذ تأسيس المركز السينمائي المغربي سنة 1943 لم تترأسه و لا امرأة واحدة، ونفس الشيء بالنسبة للمهرجانات، حيث نتوفر على 76 مهرجانا ، بينما عدد مديرات المهرجانات بالمغرب لا يتجاوز 5 أو 6 فقط، وتتمركز أغلبها بالدار البيضاء، مؤكدا أن هذه المفارقة العجيبة بين ضعف نسبة المخرجات و حضورهن الوازن سينمائيا هي ما استفزه نظريا لإصدار كتابه “المرأة في السينما المغربية : خلف و أمام الكاميرا“.