حرمان 94 طفلا من ذوي الإعاقة من التمدرس و الخدمات شبه الطبية بمراكش بسبب توقف الدعم

مغربيات

نظم أطفال من ذوي الإعاقة و أهاليهم و الأطر الطبية و شبه الطبية، التي تشرف على تتبعهم و علاجهم وقفة احتجاجية، صباح أمس الإثنين أمام المنسقية الجهوية للتعاون الوطني بمراكش، بسبب حرمانهم من الدعم المخصص لهم.

ورفع المحتجون شعارات عبروا من خلالها عن استنكارهم لحرمان 94 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة من العلاج الطبي و شبه الطبي و كذا الدمج المدرسي، مطالبين بالكشف عن مصير الدعم الذي كن مخصصا لجمعية بديل للإعاقةالتي يعملون بها، و الذي سبق للجهات المعنية أن أعلنت عنه لهم، حيث خصص للجمعية غلاف مالي قدره 120 مليون سنتيم.

وقالت لطيفة المنصوري مختصة في الترويض الحركي لمغربيات : إن الجمعية سبق و أن وقعت عقدا مع صندوق التماسك التابع لوزارة الأسرة و التضامن و التنمية الاجتماعية، منذ مارس المنصرم، حيث تم إخبارنا بأن هناك دعما ماليا قدره 120 مليون سنتيم مخصص لجمعية بديل للإعاقة التي تعنى بهذه الفئة، على اعتبار أنه كان يفترض أن يتم استئناف العمل خلال شهر شتنبر الماضي ليتم بالفعل استئناف النشاط مع بداية أكتوبر المنصرم، فالجمعية، بالإضافة إلى كونها توفر التتبع وتقديم الخدمات الطبية و شبه الطبية للأطفال، إلا أنها تعمل حتى على الإدماج المدرسي لهذه الفئة، وأضافت : نحن كأطر عاملة بالمركز تفاجأنا بعدم حصول الجمعية على الدعم الذي كان يفترض أن نستفيد منه، وهو ما سيسفر عنه حرماننا كأطر من التعويضات التي نتلقاها على عملنا رفقة الأطفال، هذا الحرمان طبعا سيكون من شأنه أن يهدد بعدم استمرار مواكبة ما يناهز 94 طفلا موزعين على مختلف الإعاقات ، منها التوحد، ثلاثي الصبغي، تأخر ذهني، وغيرها من الإعاقات المختلفة.

أمهات من بين المحتجين

و أكدت المنصوري، في ذات السياق، أن ما يؤسف له، إضافة إلى أنها ستُحْرم بمعية زملاء و زميلات آخرين من تعويض عمل لمدة ثلاثة أشهر (أكتوبر، نونبر، دجنبر)، هو هؤلاء الأمهات اللواتي كن يستبشرن خيرا من المركز الذي يرعى أبناءهن من ذوي الإعاقات، و الذين أصبح مصيرهم مجهولا، بعد أن شكل المركز متنفسا و جرعة أمل لهن و لأطفالهن.

بالنسبة للمنصوري فإنها تشرف على أزيد من 30 طفلا في الأسبوع الواحد، وهناك أطفال تضطر لمضاعفة حصصهم إذا تطلب الأمر ذلك.

وبنبرة يائسة عبرت المنصوري عن حزنها بالقول إنها وجدت نفسها لا هي قادرة على الرحيل حيث لقمة العيش تنتظرها في مكان آخر ولا هي قادرة على ترك أطفال في حاجة للعلاج، علما أن الطفل من ذوي الحاجات الخاصة يحتاج لوقت طويل حتى يربط تلك العلاقة الخاصة مع المروض الطبي. هناك أطفال قضت معهم 5 سنوات، و ليس من السهل تركهم هكذا دون سابق إشعار، دون إغفال الحديث عن عائلات تعيش تحت عتبة الفقر، و ليس بمقدورها تسديد حصة واحدة  و إن كان ثمنها لا يتجاوز 20 درهما، تؤكد المنصوري.

من جهتها قالت وفاء أنسيس مربية مختصة بالمركز التابع للجمعية لمغربيات إنهم كأطر عاملين بالمركز فوجئوا، يوم الجمعة الماضي، برئيس الجمعية يخبرهم أن الدعم الذي كان مخصصا للجمعية (120 مليون سنتيم) تم رفضه لأسباب غير معروفة، ولما استفسروه عن الأسباب قال إنه هو نفسه لا يعرف شيئا، كما دعاهم لكي يستفسروا هم أنفسهم عن الأمر.

عن الوقفة التي تم تنظيمها صباح أمس الإثنين، قالت أنسيس، إنهم لم يجدوا حلا آخر للاحتجاج غير تنظيم وقفة أمام مقر المنسقية الجهوية للتعاون الوطني بمراكش، و أن المسؤولين هناك لم يعطوهم أية إجابات شافية على استفساراتهم.

و أكدت أنسيس أن الدعم سبق و أن خرج كما تثبت ذلك كل الوثائق التي تربط الجمعية بالجهة المسؤولة، لكنه سحب لأسباب تظل غامضة وغير مفهومة، وهو ما يهدد بحرمان 94 طفلا من العلاج و الدمج المدرسي أغلب أسرهم تعيش تحت عتبة الفقر، و لا تقوى على تحمل التكاليف الباهظة للتتبع و الاستفادة من الخدمات الطبية و شبه الطبية لأبنائها.

محتجون أمام مقر “المنسقية الجهوية للتعاون الوطني”

About Post Author