ثريا العلوي :الحب هو من قادني للفن بدل الفلسفة !
كان لقاؤها برفيق دربها في الحياة و الفن المخرج نوفل براوي هو من حول حلمها بدراسة الفلسفة إلى ممثلة استطاعت منذ ظهورها الأول في فيلم “حوت البر” لفريدة بورقية، أن تفرض نفسها، سواء في الأعمال التلفزيونية أو السينمائية. هي الفنانة ثريا العلوي التي لازالت تتطلع للعودة للمسرح “أبو الفنون“ و تؤمن بأنه المدرسة الحقيقة للممثل الجيد.
“مغربيات“ التقت بالفنانة ثريا العلوي، على هامش الندوة التي نظمت خلال المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا بمناسبة تكريمها و التي حضرها ثلة من أصدقائها من فنانين ونقاد سينمائيين و إعلاميين..
“مغربيات” ماذا يعني لك أن تُكرمي في المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا؟
طبعا هي التفاتة أعتز بها وتعني لي الشيء الكثير. ورغم أنه شيء محبب وجميل، إلا أنه في نفس الوقت يضع طوقا حول رقبتي، بسبب المسؤولية و الالتزام لكي أحسن اختيار أدواري، سواء في التلفزيون أو السينما. التكريم يدفعني لأطرح السؤال على نفسي دائما هل سأبقى وفية اختياراتي و لاحترام الجمهور أم لا، لأن هذا الأخير بقدر ما يعطيك من حب و إعجاب وتقدير بقدر ما يكسرك.
لماذا أنت غائبة عن الإعلام و المهرجانات السينمائية؟
لا أبدا. صحيح أنني مقلة في الظهور، لكني أتواجد حيث أرى أنه يجب أن أكون. بالنسبة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، قبل الحضور،أولا لأنني أحترم هذا المهرجان بفضل “التيمة“ التي يتناولها وهي المرأة، لأن هذه الأخيرة أعطت الشيء الكثير، ولازلنا لم نبلغ بعد المناصفة التي نتطلع إليها، لذلك فأقل ما يمكننا فعله هو أن نتواجد خلال تظاهرة كهاته.
أعرف جيدا أن كل المشرفين و الساهرين على هذا المهرجان هم أناس لهم شغف وعشق للسينما، لذلك أسعدتني التفاتة تكريمي خلال هذا المهرجان الذي أكن له كل الاحترام و التقدير. ثم هناك شيء آخر أود الإشارة له وهو : هنيئا لنا بعودة الحياة الثقافية بعد كوفيدـ19، و بعدسنتين تقريبا من العزلة، لندرك قيمة الفن و الثقافة و نستطعم التواجد في القاعات السينمائية و الاستمتاع بالعروض، بالمسرح و المكتبات..و هي كلها أشياء كانت بين أيدينا و لم نكن نقدرها و ندرك قيمتها.
هناك بعض الفنانين الذين قادتهم الموهبة فقط نحو دخول تجربة التمثيل وهناك من جاؤوا عن طريق المعاهد والدراسة. كيف تنظرين إلى هذا الأمر؟
في الحقيقة لن أقول العبارة التي نسمعها كثيرا من قبل “ كنت مولعة بالفن منذ نعومة أظافري..“ وغيرها من العبارات، أنا بصراحة ما جاء بي إلى هذا المجال هو الحب. تعودت ألا أقول إلا ما هو كائن بالفعل، و لم يسبق لي أن قدمت نفسي إلا بالشكل الذي أنا عليه حقيقة، و ليس مثلما ينتظر مني الآخرون أن أكون عليه. نعم ارتباطي العاطفي بنوفل براوي هو من غير اتجاهي من الفلسفة التي كنت أنوي دراستها نحو المسرح، و الحقيقة أنني لم أندم. ومن هنا أقول إن أطفالنا أحيانا يكونون في حاجة لأن نضعهم في الطريق الصحيح، حتى لا يضيعون فرص حياتهم. في المسرح درسنا تاريخ الحضارات و تاريخ الأدب وعلم النفس و اللغات، لأنه أبو الفنون، ومن هنا لا يسعني إلا أن اشكر نوفل الذي وضعني في الطريق الصحيح.
أنت خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية و التنشيط الثقافي، لماذا ابتعدت عن عشقك الأول المسرح؟
في الحقيقة لم أبتعد، لكن واقع المسرح اليوم هو الذي فرض علي وعلى أخرين غيري هذا الوضع. نحن لا نطالب بتوفير مسارح كبرى، بل فقط قاعات حيث يمكننا أن نقدم عروضا لجمهور متعطش للمسرح، و كما لا يخفى على أحد أن المدرسة الحقيقة للممثل هي المسرح، و أكبر الممثلين هم خريجو “أبي الفنون“. الجهاز الانفعالي للممثل لا يمكنه أن يكون مضبوطا وقويا إلا بمروره عبر الخشبة.
لماذا أنت مقلة في الظهور في الأعمال سواء التلفزيونية أو السينمائية؟
صحيح أنني مقلة، لكن كما أقول دائما أنا لا أراهن على الكم بقدر ما أراهن على الكيف. ما يهمني هو أهمية الدور بالدرجة الأولى. قد أتواجد كثيرا و أملأ جيوبي، لكن السؤال هو: هل تلك الأدوار ستبقى بالفعل راسخة في ذاكرة الناس، أم ستنسى بمجرد انتهائها. ثم هناكأدوار تعرض علي سبق و أن أديتها، لا أحب تكرارها فأرفضها طبعا.
هل هناك أدوار ندمت عليها؟
أبدا لا أندم على أي دور كيفما كان، لأنني لا أقدم على أية خطوة إلا بعد تفكير طويل و ترو، وحتى إن بدا لي الأمر عكس ذلك فيما بعد، فأعتبرها تجربة مفيدة لي في مسيرتي الشخصية و المهنية. الحمد لله أنني أستشير الآخرين، زوجي، أصدقائي و مقربين مني منذ بدأت في هذه المهنة، وخطواتي غالبا تكون محسوبة و مدروسة. أظن أنني مدينة لقناعة واحدة تعد المحرك الأساسي لإقدامي على أي عمل وهي اقتناعي بالدور و تحمسي له، بعيدا عن اغراءات الشهرة أو المال أو أي شيء من هذا القبيل.
ماهو الدور الذي تحلمين بلعبه ولم تتح لك الفرصة بعد؟
أي دور يكون مكتوبا بشكل جيد ويعبر عن قضية و يعرض حكاية و مشاعر يمكن تقاسمها مع الجمهور، إلا و أقبله بدون تردد . ليس هناك دور بعينه أحلم بلعبه خارج ما ذكرت.
ما هو آخر عمل سينمائي لك؟ هل دائما مع زوجك المخرج نوفل براوي؟
نعم. آخر عمل لي هو فيلم “كأس المحبة“ وهو مستوحى من قصة قصيرة للكاتب محمد الأشعري، ومن إخراج نوفل براوي.
عندما قرأت قصة “يوم صعب“ لمحمد الأشعري التي أقتبست منها قصة الفيلم أعجبت بها جدا، و محمد الأشعري كما نعرفه جميعا كاتب جيد بدون شك. القصة تدور حول أربعة شبان جمعتهم دروب النضال، لتتخذ العلاقة مجرى آخر بعد ذلك، وقد كان يلزمها الكثير من الجهد و النفس لتحويلها لفيلم روائي طويل، لأن الأمر يتعلق بقصة قصيرة.