ثرثرة فوق الغضب.. بقلم حسنية الدرقاوي
حسنية الدرقاوي
ثرثرة فوق الغضب
لكن مهلك أيها المهلك لنفسه…!!
أتعتقد أني سأمنحك عمري بكاءا؟، فعلا غبي!!
ماعدت بالغة الكرم كما كنت..
اليوم أنا بالغة الشح ..
لن أنفق عمري لتمجيد شبح رجل.. خسرت على ألمك يوما وليلة..
أمسكت صورك ودسستها في كيس أسود لايرى..
لأتخلى عنها في سلة قمامة نشيطة بلا عنوان، حتى لا يرجعني الشوق للبحث عن أشلائك ولصقك بوجع الحنين..
كنت في قمة السادية.. وأنا أنساك..
ونجحت..
استأصلتك مني كورم خبيث، دون تحذير من تداعيات انعدام خبرتي أو تخدير أو أدوية أو تعقيم..
وأجريت عملية إجهاض ناجحة لشغاف قلبي، فتقيأك بمخاض عسير.
طبعا تستغرب كيف لمهووسة بالأمومة مثلي، أن تجهضك جنينا مكتملا من قلبها؟..
كما أدرت ظهرك لوفائي، فتوقع الأسوأ وأنا أستمتع بنسيانك!
بغيابك تعتقد أنك ستقتلني؟.
فعلا ستفعل..!
لكنك لا تعرف قابليتي المدمرة للقتال..
فأنا العنقاء.. أنبعث من رمادي أقوى بعد الموت والتحول إلى رماد!
غيابك لن يزيدني إلا جبروتا وبطشا، والقلوب ستتهاوى تباعا تحت أقدامي بعدك..
قاموسي يا رفيقي لا يحتوي على كلمة: لن أعيش بعدك!.
بل سأحيا أفضل دونك..
سأطلق العنان لضحكتي ببدويتها لتعبر عن فرحي بالحياة، لأني كنت أكبحها لتناسب مقاس ابتساماتك المصطنعة المدروسة والمحسوبة..
اليوم سأتخلص من ألوان قزح التي أجبرتني على ارتدائها في وجهي، لأحضر بها حفلاتك الليلية الماجنة..
سأقتلع ذاك الكعب الشاهق..الذي يجعلني كالسنبلة الفارعة الفارغة المتمايلة بسخف..
سأرتدي ما خف وستر.. لأقفز في صخور الشعاب كيف أشاء..
وسأقلد هديل الحمام ونقيق الضفادع، بل حتى نهيق الحمير.. إن شاء جنوني!
فلا تعتقد يا صغيري أني بغيابك سوف أموت..!