تقليد إيجابي ينبغي ترسيخة بقاعة سينما “كاميرا” بمكناس
بقلم أحمد سيجلماسي
دأبت قاعة سينما كاميرا بمكناس، منذ إعادة تشغيلها بطريقة جديدة ابتداء من ماي 2023، على تنظيم عروض افتتاحية لمجموعة من الأفلام المغربية الجديدة قبيل برمجتها في حصص متنوعة طيلة كل أسبوع. وبهذا تفتح المجال أمام المخرجين المغاربة (ومن معهم من فنانين وتقنيين) للقاء المباشر مع الجمهور المكناسي، من جهة، للمناقشة وتبادل الأفكار حول أفلامهم، ومن جهة أخرى تشجع المنتوجات السينمائية الوطنية بمختلف مستوياتها وأنواعها ليكون لها حضور مشرف إلى جانب الأفلام الأجنبية الأمريكية والأروبية والهندية والمصرية وغيرها. فعلى سبيل المثال لا زال فيلم “أنا ماشي أنا” لهشام الجباري، وهو فيلم كوميدي، يحقق نجاحا ملحوظا منذ أسابيع بالمقارنة مع أفلام أخرى، ويعرض معه هذا الأسبوع فيلمان مغربيان آخران هما: “كذب أبيض”، أول فيلم مغربي فاز مؤخرا بالنجمة الذهبية (الجائزة الكبرى) لمهرجان مراكش الدولي للفيلم ، و”جلال الدين”.
من الأفلام المغربية الجديدة التي حضرت عروضها الإفتتاحية بقاعة “كاميرا” وساهمت في مناقشتها مع مخرجيها ومن معهم من الممثلين والتقنيين أذكر على سبيل المثال: “55” لعبد الحي العراقي و”عصابات” لكمال لزرق و”كذب أبيض” لأسماء المدير و”جلال الدين” لحسن بنجلون… إن تقليد هذه العروض الإفتتاحية ينبغي ترسيخه وتطويره ليصبح أمرا مألوفا لدى ساكنة مكناس، وعشاق السينما بشكل خاص، لا سيما وأن المدينة لم تعد تتوفر على أندية سينمائية قوية، كما كان عليه الأمر في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، ولا تنظم فيها حاليا تظاهرات سينمائية في المستوى المطلوب باستثناء المهرجان الدولي لسينما التحريك والأنشطة السينمائية الأخرى التي ينظمها المعهد الفرنسي طيلة السنة.
ورغم أن هذه القاعة السينمائية الجميلة، التي أحدثت سنة 1938، لا تتوفر إلا على شاشة واحدة، فإنها تبرمج أسبوعيا، في أوقات مختلفة (3 حصص على الأقل عشية كل يوم، مع حصة صباحية يومي السبت والأحد) عشرة أفلام لإرضاء جميع الأذواق. وبهذا يمكن القول أن الفرجة السينمائية المنتظمة والمتجددة أسبوعيا قد أصبحت مضمونة لعشاق السينما من مختلف الفئات العمرية بمكناس ونواحيها، وذلك لأن مالك هذه القاعة جمال التازي والمشرف على برمجة الأفلام بها محمد بيوض (ومن معهما من العاملين بها) يجتهدون لجلب أكبر عدد من الرواد، خصوصا الشباب والطلبة، عن طريق اختيار أفلام ناجحة عالميا ووطنيا أو لها قيمة فنية وفكرية أو خاصة بالأطفال واليافعين أو غير ذلك.