تقرير : ثلثا التلاميذ المغاربة لا يمتلكون الكفايات الدنيا في القراءة و الرياضيات و العلوم
أشار تقرير ل“الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم ـ أماكن” أن نسبة المتمدرسين في التعليم الثانوي الإعدادي و التعليم الأولي لا تتجاوز في كليهما 72،5٪
و أشار التقرير الصادر عن الجمعية حول “جودة التربية و التكوين في المغرب في ظل دستور 2011 : عشر سنوات من التردد“ إلى أن المغرب قطع أشواطا كبيرة على درب تحقيق هدف تعميم التعليم، حيث تمكن من ذلك في التعليم الابتدائي، ومازال الطريق أمامه طويلا لتحقيق الغاية نفسها في باقي أسلاك التعليم، هذا إذا اقتصرنا على التعليم الإلزامي فقط الذي من المفروض أن يكون معمما على جميع الأطفال المغاربة، فيما يبقى تعميم التعليم الثانوي التأهيلي فيظل مطمحا بعيد المنال.
و أكد التقرير إلى أن جودة التحصيل الدراسي في المنظومة التربوية المغربية لازالت دون المستوى المطلوب، بحيث أن حوالي ثلثي المتعلمين لا يتحكمون في الكفايات الدنيا في القراءة و الرياضيات و العلوم، كما يشهد على ذلك البرنامج الوطني لتقييم المكتسبات و الدراسات التقديمية الدولية “تيمس“ و “بيرلز“ التي شارك فيها المغرب بانتظام منذ أزيد من عشرين سنة.
وتشير الأرقام إلى أن مستوى التلاميذ دون سن 15 سنة، أي قبل البكالوريا بسنتين لعدم المكررين، يصبح أكثر إثارة للقلق، حيث أن نسبة أولئك الذين يقل مستواهم عن المتوسط تصل إلى 73٪ في القراءة و 76٪ في الرياضيات و 70٪ في العلوم.
و كشف التقرير عن مفارقة غريبة تتجلى في تضخم عملة البكالرويا التي ربحت 25 نقطة خلال عشر سنوات الأخيرة، بحيث انتقلت نسبة النجاح باحتساب الدورتين، من حوالي 57٪ سنة 2012 إلى ما يقارب 82٪ سنة 2021، رغم الضعف الشديد في التحصيل الدراسي الذي يزداد آفاقا كلما تقدمنا في المستويات الدراسية ليبلغ أوجه في بداية التعليم الثانوي التأهيلي.
و بالنسبة لاعتماد المؤشر الذي يقيس السنوات المتوقعة للدراسة، بعد تعديلها وفقا لمستوى الجودة، و بتطبيق هذا المفهوم على المنظومة التربوية المغربية، يشير التقرير إلى ما جاء به البنك الدولي الذي أكد أن السنوات المتوقعة للتمرس بالنسبة للتلميذ المغربي تنخفض بأربع سنوات عند تعديلها باحتساب جودة المعلمات، التي تجسدها النقط المحصلة من طرف التلاميذ المغاربة في التقييمات الدولية مثل “تيمس“ و“بيرلز“، و بتبسيط أكثر فإن التلميذ المغربي الحاصل اليوم على شهادة نهاية السلك الثانوي الإعدادي، يعتبر بمقياس جودة التعلمات حاصل فقط على الشهادة الابتدائية لا أكثر، وهو ما يؤثر بقوة على الإمكان التنموي المغربي إلى درجة انخفاضه إلى نصف قوته الافتراضية، حسب تقديرات البنك الدولي، حيث احتل المغرب المرتبة 111 في تصنيف عام 2020، ويبقى عامل جودة التعليم هو الأكثر تأثيرا في المراتب التي يحصل عليها المغربي في التصنيفات الدولية.