بروحي مدينة..بقلم شيماء وكاك
شيماء وكاك
بروحي مدينة
ويحدث أن تحاصر روحك مدينة
تعلق بك الأزقة والأحياء
وتترك بها شيئا منك، كوعد بالعودة
عن كل شيء تركته يخلف فيك فراغ، يقتات من روحك كلما أطلت الغياب
المدائن تأسر أحاسيسنا وتقبض على أرواحنا نتنفس بهبات النسيم وندى الصبح، نرتجي اللقاء ليرحب صدرنا
هي أرض خصبة للحب والحياة وعالم مجهز للأحلام، سماء تكسوها الغيوم الوردية و تربة أزهرت منها الزهور القرنفلية
مباني تناطح السماء وبحر على جوانبها يقبل الرمال الذهبية يحط ثقله على حباتها الزجاجية
هاته مدينتك حيث أتيتك بقلبي وعدت أحمل من كل شبر فيها شيئا يروي ثقوب كياني، يعتصرني كل ليلة و أنا بعيدة
ووعد اللقاء قائما مازال بيني وبين من حاصرت روحي
مدن لم تولد ولم تكبر بها، لكن كل شيء بك عدا جسدك فعل
قد يكون جسدك ولد في مدينة ولكن روحك قد ولدت في أخرى
فتبقى بين المدينتين متأرجحا تخاف الهجران، أن تضل في واحدة فتلفظك الأخرى تغدو غريبا عليها فتصبح أيضا غريب نفسك
ربطت حبال قلبي وكلما تحسست ذكر اسمك من شفتي اختفت وأمسكت بعنقي تشكل غصة
أتعقبها فألفيها تصل إليك كأنك روما
أنا، أنا مدينة الحرب أعانق الحياة كل فجر
أنا المدينة المحتلة حيث يتعالى الآذان رغما عن أنف كل العساكر
أنت كل المدائن.
شيماء وكاك شاعرة من مراكش