بالفيديو : نساء الدواوير المنكوبة يترقبن وصول المساعدات بعد نفاذ الطعام و انعدام الأغطية

مغربيات

بدوار تدشرت و دوار وريالت بجماعة زكيتة بدائرة أمزميز، تجمعت نساء الدواوير المتضررة ينتظرن وصول المساعدات. هنا في الدواوير المنكوبة الوضع صعب جدا. النساء يقطعن كيلومترات بحثا عن المياه و لم يتبق إلا القليل من الطعام. لاشيء يوحي بأن المساعدات في طريقها إليهن. 

أربع ليالي في العراء رفقة أطفالهن الصغار، منهم رضع. الأغطية في الصباح يتحسسنها فيجدنها مبللة بقطرات الندى التي تجمعت أثناء الصباح الباكر، و لا وجود حتى لخيام تحميهن رفقة أطفالهن الصغار. 

خوف وترقب من اقتراب الفصل البارد والأسر مشردة بدون مأوى. البيوت متصدعة و لا يمكن الاقتراب منها خوفا من أن تسقط فوق رؤوسهن.. 

تقول عائشة أوغدو ل”مغربيات” الخوف الذي عشناه ليلة الزلزال أكبر من أن يوصف، وتضيف : الموت كان قريبا منا. الحياة صعبة جدا. نحمد الله و نشكره على ما أصابنا”. 

رغم هول الكارثة إلا أن النساء هنا ترددن عبارات الحمد و الشكر، كلما سئلن عن الوضع الصعب الذي يعشنه رفقة  أطفالهن، و الابتسامة لا تفارق بعضهن رغم الظروف القاسية. 

في ساحة بجانب الطريق المؤدية إلى منطقة مولاي ابراهيم يفترشن الحصائر للنوم، و  ركن آخر يتخذن منه مكانا للطهي. أغلب الوجبات التي يتناولنها رفقة أطفالهن مكونة من حساء الشعير أو الذرة، مكتفين بكسرة خبز. 

فالزلزال الذي ضرب المنطقة ليلة الجمعة 8 شتنبر و  الذي أودى حتى الآن بحياة 2862 شخصا و إصابة 2562 ، لم يترك للسكان فرصة التوجه إلى السوق الأسبوعي الذي ينعقد يوم السبت، للتبضع، فأرغمهم على الاكتفاء بما تبقى من الطعام الذي سينفذ خلال أيام قليلة. 

فصل الشتاء على الأبواب وهم يرفعون أكفهم  يطلبون أن تحل عليهم الألطاف الإلهية و يلتفت إليهم المسؤولون. 

تقول فتيحة بوهداج إحدى الناجيات من الزلزال : الأوضاع هنا بدوار تدشرت صعبة. منذ ليلة الجمعة، لحظة وقوع الزلزال و نحن نبيت في العراء رفقة أطفالنا الصغار. الأغطية لا تطفي لصد البرد. الأغطية نتحسسها في الصباح ونجدها مبللة بقطرات الندى. الطعام لم يعد يكفي، و يوم السبت الذي نتوجه فيه للسوق الأسبوعي للتبضع لم ينعقد بسبب وقوع الكارثة. لا أعرف إلى متى سيمكننا الصمود في هذه الظروف الصعبة. ننتظر أن تلتفت إليها أيادي الرحمة و تجود علينا ببعض المساعدة. 

عن ليلة وقوع الكارثة تحكي فتيحة بوهداج إحدى الناجيات من الزلزال : اهتز كل ركن من البيت. أدركنا بعد لحظات أن الأمر يتعلق بزلزال. تذكرت أن طفلتي الرضيعة (عمرها سنة) ترقد غي الغرفة العلوية. خرجنا مسرعين من البيت و توسلت لزوجي أن يعود لجلبها، ثم صعد للبحث عنها، بدأ يتحسس مكانها لأن الرؤية لم تكن متاحة بسبب انقطاع التيار الكهربائي. عثر عليها، أخيرا، ثم سحبها من قدمها و اندفع خارجا بسرعة البرق. ثم تضيف بصوت مخنوق و الرضيعة على ظهرها : كدت أفقد طفلتي لولا الألطاف الإلهية. 

لازالت عشرات الدواوير بإقليم الحوز تترقب وصول المساعدات الإنسانية. أغلب الأهالي يحتاجون للأغذية و الخيام التي يمكن أن تحميهم مؤقتا من لسعات البرد رفقة أطفالهم الصغار. 

وتواصل فرق الإنقاذ في الجماعات المنكوبة انتشال المصابين من تحت الأنقاض و توجيههم، سواء عبر الطرق و المسالك الوعرة صوب المركز الاستشفائي محمد السادس أو عبر المروحيات بالنسبة للدواوير التي يصعب الوصول إليها. 

About Post Author