بالصور : نساء منطقة أسني يتجرعن مرارة الفقد و انهيار البيوت

مغربيات

تعيش نساء دوار  “تاماسيت” بمنطقة أسني بإقليم الحوز ظروفا قاسية بعد أن هدم الزلزال البيوت بالكامل. مشاعر من الحسرة و الترقب بين فقدان الأهل و الجيران و بين انتظار إعادة إعمار البيوت المتصدعة.

منذ ضرب الزلزال العنيف، الذي أودى حتى الآن بحياة ما لا يقل عن 2946 شخصا و إصابة 5674 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، إقليم الحوز تحولت قرية تاماسيت على غرار العديد من قرى الحوز إلى ما يشبه المخيمات، و أصبحت الأسر التي استطاعت أن تظفر بخيمة أُسَرا محظوظة، في حين اكتفى العديد من الأهالي بنصب أعشاش عشوائية تقيهم لفحات الشمس نهارا و برودة الطقس ليلا. 

لازالت النساء في القرية تستحضرن ليلة الجمعة 8 شتنبر التي حولت حياتهن و حياة أسرهن إلى كابوس لم يستفقن منه إلى غاية اليوم.

هنا في الدوار لا أحد يقوى على الاقتراب من بيته. تركت النساء حليهن و أموالهن و هربن إلى العراء خوفا من أن تنهار البيوت فوق رؤوسهن.  

في خيمة بالدوار ترقد سارة ذات ال17 ربيعا، بعد أن انتشلها الجيران من تحت الأنقاض، بينما فارقت والدتها و شقيقها الحياة. أصيبت سارة بكسور في الصدر و الكتف، لكنها تصارع من أجل البقاء. 

تقول شقيقتها سعيدة التي تقطن في منطقة الدروة بالقرب من الدار البيضاء  : لم أكن موجودة ساعة وقوع الزلزال. كنت في الدار البيضاء. عرفنا أن زلزالا ضرب إقليم الحوز. اتصلنا بعدد من الأهل هناك. لكن لا أحد يجيب. ثم جاءنا اتصال من عمي يخبرنا أن البيت قد انهار. جاء ابن عمي الذي يقطن بالقرب من البيت. قفز من على السور الذي كان جانبا منه لا يزال في مكانه. سمع شقيقتي تصرخ من تحت الأنقاض، ثم هرول عدد من الجيران لإنقاذها. كانت الأتربة تغطيها بالكامل أخرجوها و حملتها سيارة إسعاف إلى المستشفى، بينما عثر في وقت لاحق على والدتي و شقيقي وقد فارقا الحياة. 

و تضيف بدموع حارقة : في البداية أخبرنا عمي أن شقيقي هو الذي توفي، لكن في الطريق إلى هنا عرفت أن سارة وحدها هي من نجت من الموت. 

جاء الابن الذي فارق الحياة من مدينة تاحناوت المجاورة لزيارة أمه و الاطمئنان عليها. تناول معها وجبة العشاء، ثم ودعها و شقيقته سارة وغادر. لكنه في الخارج سمع صوتا مدويا أشبه بالرعد، ثم عاد مسرعا إلى داخل البيت الذي انهار فوق رأسه قبل وصوله إلى أمه و أخته.

الحكايات المؤلمة تتناسل على ألسنة نساء الدوار، كل واحدة تروي تفاصيل ما حدث، لكن ما يوحدهن هو الأمل في إعادة بناء بيوتهن و استعادة أغراضهن التي خلفنها وراءهن بعد أن تصدعت البيوت و أصبحت قنابل موقوتة، و لم يعد بالإمكان دخولها أو حتى الاقتراب منها. 

About Post Author