انطلاق فعاليات المهرجان الدولي لمبدعات المسرح في نسخته الخامسة بمراكش

مغربيات

افتتحت، أمس الخميس 22 فبراير الجاري، بالمركز الثقافي الداويات بمراكش، فعاليات الملتقى الدولي لمبدعات المسرح تحت شعار ” المرأة في التراث الفرجوي”، حيث تخلل الحفل الافتتاحي تكريم السينوغرافية و مصممة الملابس المغربية سناء شدال، اعترافا لما قدمته خلال مسيرة إبداعية حافلة بالأعمال المتميزة التي حصلت من خلالها على مجموعة من الجوائز. 

و ذكرت مديرة المهرجان نزهة حيكون أن هذه الدورة تتميز ببرنامج غني و متنوع، يشمل عروضا مسرحية لفرق مسرحية كفرقة “المسرح الطلائعي” من الرباط التي تشارك بعرض “خيط أسود” خلال الحفل الافتتاحي،  ثم فرقة “اللمة” من الرباط بمسرحية “كراش”، و فرقة “الأوركيد” بعرض تحت عنوان “النيرية” من مراكش و فرقة ” الفدان” بعرض “الشاعر و اللقلاق” من مراكش كذلك. 

و أضافت أن الملتقى سيكرم هذه السنة السينوغرافية و مصممة الملابس سناء شدال، كما يستضيف الفنانة الكردية/ الألمانية فيرمسك مصطفى في فقرة “ماستر كلاس” لتسليط الضوء على تجربتها الإبداعية خلال ندوة ” المرأة في التراث الفروي المحلي”. 

كما لفتت إلى أن الملتقى تميز، هذه السنة، بتنظيم ورشات موضوعاتية قبيل انطلاق فعالياته، استفاد منها أبناء و بنات مراكش و  أطرها مجموعة من الفاعلين و المشتغلين في مجال المسرح، وهي ورشة “إعداد الممثل” وورشة “المرأة في الحكاية”  ثم ورشة الإخراج، و التي انطلقت منذ الخامس من هذا الشهر. 

و تخلل الحفل الافتتاحي تقديم أقوى اللحظات التي ميزت الدورة الرابعة للمهرجان، كما اختتم بعرض مسرحية “خيط أسود” لفرقة “المسرح الطلائعي” من الرباط. 

و سيتم تنظيم لقاءات متعددة في فضاءات متنوعة بالمدينة الحمراء المركز الثقافي الداويات و مؤسسة محمد  السادس للثلاثي الصبغي و قاعة المجلس الجماعي و مؤسسة أبي العباس السبتي.

إضافة إلى ذلك فإن الملتقى خصص حيزا لفن التشكيل الذي سيضفي على هذا العرس الفني لمسة جمالية خاصة، و ذلك من خلال “الجداريات النسائية و الزخرفة الإسلامية” بمشاركة الفنانتين السعوديتين ناهد التركستاني و أماني شقري، كما سيتم فتح نقاش حول الممارسة المسرحية بمراكش، من خلال لقاء تواصلي مع الفرق المسرحية المراكشية. 

و من جانب آخر فقد تم تقديم كتاب “المرأة و الهجرة”، على هامش الملتقى، و الذي تصدره أكاديمية توبقال، و يساهم فيه مجموعة من الأساتذة الباحثين في مسألة الهجرة، كما يتخلل المهرجان توقيع مجموعة من الإصدارات الأخرى كتوقيع كتاب “محمد بهجاجي مسارات النقد و الإبداع” لعبد الواحد عوزري، ثم كتاب “الأيقونة ثريا جبران” مصنف جماعي، بالإضافة إلى تقديم أعداد جديدة من منشورات “فانوراميك”. 

و قالت مديرة المهرجان نزهة حيكون إن إدراج هذه الفقرة ضمن برنامج الملتقى، تأتي من حرصه على أن يكون هناك مزج بين ماهو فني و علمي أكاديمي، حيث أن الوشائج بين الفعلين تعد حقيقية و هي التي تجعل الفعل الثقافي بشكل عام يساهم في تطور المجتمع.

و أضافت أن اختيار كتاب “المرأة و الهجرة” جاء من خلال القضايا القريبة من مضمون المهرجان الذي  يحاول أن ينصب على الجندريات و المرأة في التراث الفرجوي و في المسرح، و بالتالي فخطاب المرأة الذي ينبعث من قضاياها كان قريبا من موضوع الكتاب. 

من جهتها قالت منسقة الكتاب و الباحثة في شؤون الهجرة حبيبة التركاوي، إن موضوع المرأة المهاجرة لم يكن مطروحا بالشكل الذي أصبح عليه اليوم، حيث كان الاهتمام منصبا على الرجل المهاجر، في حين أن المرأة كانت مرافقة له (زوجة، ابنة..)، لكن بعد التطورات التي عرفها العالم بصفة عامة، فقد أصبحت المرأة تهاجر بنوع من الاستقلالية، فائضة نفسها ليس فقط على المجتمع و إنما كذلك على البحث الأكاديمي، و السياسات العمومية، حيث لم تعد تلم المرأة المهاجرة في إطار التجمع العائلي فقط، بل مهاجرة مستقلة (طالبة، طبيبة، مهندسة..). 

بدورها أكدت رئيسة فدرالية حقوق النساء سناء زعيمي أن كتاب “المرأة و الهجرة” يضم تسع مقالات، تناولت زوايا متعددة، بين ماهو تاريخي و حقوقي و اجتماعي، لافتة إلى أن الموضوع يعد ذا راهنة سواء في سياقه الدولي أو التاريخي أو الإقليمي بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وكذلك في علاقة المغرب مع الاتحاد الأوروبي. 

و أضافت أن الوقوف على ثنائية المرأة و الهجرة جاءت من خلال مساهمتها في الكتاب بمقال حول “نساء الهجرة غير الشرعية بين المقاربة الحقوقية و الواقع المعاش” سواء في الجانب العملي أو الحقوقي، من خلال التجربة المغربية. 

و أوضحت ان المغرب انخرط منذ صدور دستور 2011 في تسوية وضعية المهاجرين، و من خلال التقرير الصادر عن مجلس حقوق الإنسان الذي ركز على مجموعة من التوصيات التي ركزت على أهمية التسوية الإدارية للمهاجرات لتمكينهن من الاستفادة من الاستراتيجيات التي وضعتها الدولة المغربية آنذاك. 

About Post Author