انطلاق فعاليات المهرجان الدولي لفيلم المرأة في نسخته 14 بسلا
افتتحت، مساء أمس الإثنين، فعاليات الدورة 14 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بالفضاء الثقافي و السينمائي “هوليود” بمدينة سلا، بحضور محمد مهدي بن سعيد وزير الشباب و الثقافة و التواصل و نور الدين شماعو رئيس جمعية أبي رقراق المنظمة للمهرجان و غيوم شورر سفير دولة سويسرا بالمغرب، وكذا فنانين و نقاد و إعلاميين.
وقال نور الدين شماعو رئيس جمعية أبي رقراق، في كلمة ألقاها بالمناسبة، إن الجمعية تبادر بإصرار في إعادة الروح للوجدان الفني الذي غيبته ظروف الاستثناء بسبب الجائحة، مشيرا إلى أن الحياة لا تكتمل معانيها إلا باللقاء الحي المباشر في رحاب أرقى وسائل التعبير للاطلاع المعرفي و الرقي الجمالي صوتا وصورة، حيث أنه بعد غياب قصري يعود المهرجان من جديد في نسخته 14 ليجدد اللقاء بسينما المرأة.
و أكد المتحدث أن المهرجان كان و سيظل على “عناد الجمعية الشريف الذي يطبع هذا المهرجان وباقي المهرجانات التي دأبت الجمعية على تنظيمها كمهرجان “مقامات“ومهرجان “ أطفال السلام“، كمحطات سنوية تلتقي فيها الفنون و المعارف، مشيرا إلى أنه سيظل يحتفي بسينما المرأة كمبدعة و تقنية و ناقدة”.
وبدوره أشار رئيس مجلس عمالة سلا نور الدين الأزرق بأهمية الثقافة و الفن في إعطاء خصوصية لمدينة سلا، مؤكدا على تعاون المجلس مع جمعية أبي رقراق لتعميم كل أنشطتها على تراب عمالة سلا، خاصة مناطق السهول، حصين وبوقنادل.
كما دعا كل الفاعلين في مجال الثقافة والفن إلى إعداد مشاريع دقيقة وواعدة قصد المساهمة في ترسيخ أهمية هذا المهرجان و الوصول إلى الشبكة من برامج متنوعة تغطي مساحة مهمة في الزمان و المكان.
ومن جهته أبرز غيوم شورر سفير سويسرا بالمغرب أن هذا المهرجان يتزامن مع مرور 100 عام من الحضور الديبلوماسي لبلده سويسرا بالمغرب، منوها بمبادرة تكريم السينما السويسرية خلال هذه الدورة.
و أشار إلى أن المهرجان يتناول موضوعا مهما يتعلق بالمرأة و مكانتها في المجتمع، من خلال نظرتها و حساسيتها، و الأهم من ذلك من خلال قوتها و آرائها و إنجازاتها.
و أكد المسؤول الديبلوماسي أن بلده و إن كانت متقدمة من الناحية التكنولوجية إلا أنه لازال ينقصها الكثير بالنسبة لوضعية النساء، حيث إن المغرب متقدم على منح المرأة بعض الحقوق التي لم تنلها المرأة السويسرية إلا بعد 26 سنة بعد أن بادر بذلك المغرب، الشيء الذي حفز السويسريين و السويسريات للنضال من أجل المساواة و القضاء على كافة أشكال التمميز المبني النوع في جميع المجالات
وقالت الممثلة المغربية سامية أقريو، التي كرمت خلال الحفل الافتتاحي، إن تكريمها من طرف السينما بصيغة المؤنث يعد مسؤولية على عاتقها، معربة عن شعورها بكونها كبرت و لو أنها تشعر بكونها لا زالت قادرة على العطاء.
كما دعت وزير الشباب و الثقافة و التواصل إلى العمل على تحسين صورة الثقافة و الفن و وضعية الفنانين بالمغرب، كما أعربت عن إعجابها بالمهرجان الذي ينظم بقلب أحياء سلا المدينة العريقة و الرائعة، التي قالت إنها اشتغلت بها أول مرة في فيلم “علي، ربيعة و الآخرون“ مع المخرج أحمد بولان.
و أختتمت بالقول “إن السينما تخلت عني منذ فترة طويلة، هاهي الآن تحتضنني من خلال المهرجان الدولي لفيلم المرأة برعاية جمعية أبي رقراق”.
ويعرف المهرجان برنامجا متنوعا، حيث سيتم عرض أفلام طويلة في مسابقتين، سواء روائية أ وثائقية، كما سيتم عرض أفلام قصيرة لمواهب نسائية شابة، وكذا تنظيم ندوتين حول موضوع “صورة المرأة في السينما و الاتصال السمعي البصري“ بشراكة مع الهيأة العليا للإتصال السمعي البصري.
وتم تقديم لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية و التي تضم كل من المخرجة اللبنانية سارا فرانسيس و المخرجة و الكاتبة المغربية سونيا التراب ثم رئيسة اللجنة المخرجة التونسية فاطمة شريف.
ستخصص للفيلم الروائي الطويل خمس جوائز تتنافس حولها عشرة أفلام روائية طويلة أنتجت ما بين 2020 و 2021 وتمثل 25 بلدا، أما لجنة تحكيمها فتضم كل من المخرجة المغربية سلوى بن عمر و المخرجة و الممثلة الكوميدية ميمونة ندايي من بوركينا فاسو و المخرجة و السيناريست الفرنسية هيلين ميلانو ثم رئيسة اللجنة المخرجة و السيناريست السويسرية دومينيك دي ريفا.
أما لجنة الجمهور الشبابي فتتكون من الممثلة الكوميدية و رئيسة اللجنة إيمان المشرفي، و المخرجة زينب الزيتوني و المخرجة و السيناريست وجدان خالد.
وأختتم الحفل بعرض الفيلم السويسري “الأمر الإلهي“ للمخرجة بيترا فولبي و التي تعذر عليها خضور المهرجان، والذي يحكي رحلة كفاح النساء بسويسرا من أجل نيل حقوقهن، حيث تعد السينما السويسرية ضيفة شرف هذه الدورة، تتواصل أشغالها إلى غاية السبت 13 نونبر الجاري.