نهاية الجائحة و العودة للحياة أمل مشترك بين مغربيات 2022
مغربيات
مع نهاية كل سنة و استقبال أخرى جديدة، تنتابنا حالة من التفاؤل و الأمل في تحقيق المشاريع المؤجلة و التطلع لما هو أفضل. بحسب الكثيرين فإن سنة 2021 لم تختلف كثيرا عن السنة التي سبقتها 2020 بسبب ظروف الجائحة التي جعلت كل الناس يتقاسمون ذات الهم ونفس الأمل بمختلف مشاربهم و اهتماماتهم، لتبقى سنة 2022 حاملة لكثير من التفاؤل بنهاية الوباء، الذي بقدر ما حصد من الأرواح و تسبب في الألم، بقدر ما أعاد ترتيب العديد من الأشياء في حياتنا.
“مغربيات“ تواصلت مع بعض الفعاليات النسائية وطرحت عليهن السؤال كيف ودعن سنة 2021 و ماهي تطلعاتهن لسنة 2022 فكانت الإجابات التالية..
الشاعرة نورية يامنة العماني : إنقاص الوزن و الكتابة مشروعان لازالا قائمين
أرى أن كل عام جديد هو بمثابة فرصة أخرى تُمنح لنا للتقييم ولإعادة تحفيزنا. هذه الفرصة التي يأخذها الطفل فينا لإحياء شعلة الأمل وخوض سباق ماراثون جديد. منذ عدة سنوات توقفت عن العد، و لم تتغير قراراتي، حيث ظلت على ما هي عليه ككل سنة : إنقاصالوزن والكتابة ظلتا هما مبارياتي. ككل سنة أضع هذين الهدفين ضمن أولوياتي و أسعى لتحقيقهما، لكني في هذه الأثناء ما زلت أتجول في شوارع الرباط وشوارع الحياة.
الفنانة سامية أحمد : تعلمت كيف أغير نفسي بدل السعي وراء تغيير العالم
بالنسبة لي لم أدرك بعد كيف مرت علي سنة 2021، لدرجة أنني اعتقدت لوقت أن السنة التي سنستقبلها هي السنة التي نودعها، خاصة و أن 2021 تشبه إلى حد كبير سنة 2020 في تقلباتها و مطباتها، لكن و لأنني لست فقط إنسانة تصر على التمسك بكل ماهو إيجابي في الحياة، ولكن أيضا لأنني أعتبر بأن الإنسان هو تجربة روحية، و بالتالي فكل ما يعيشه من تقلبات و منعطفات، إنما يعيشه ليصل إلى الصيغة الأجمل و الأفضل فيه. لا أنكر أن سنة 2020 و 2021 عملا سويا على خلق نسخة جديدة من سامية، سواء على المستوى الفني أو الإنساني، حيث كنت في حاجة إلى سبر أغوار نفسي و تقربت أكثر من ذاتي. أصبحت أكثر إدراكا لما أحبه و ما لا أرغب فيه، كما شكلت السنتان الماضيتان فرصة لأتعرف حدودي، عرفت ما يزعجني وما يرضيني و ما يغذيني. باختصار كانت السنتان الماضيتان مجالا لأتقرب مني و أحبني أكثر و أحترمها و أمنحها أولوية أكثر. أصبحتُ أكثر إيمانا بأنه إذا أردْتَ معرفة العالم يجب أن تعرف نفسك أولا، و ألا تسعى إلى تغيير العالم بل إلى تغيير نفسك أولا. أصبحت أكثر قدرة على الاعتراف بجروحي و تشخيصها و مواجهتها. عرفت الوجه المشرق في نفسي وتعلمت كيف أحبه، وتعرفت الوجه المظلم و تعلمت مواجهته وعدم الهروب منه. أما بالنسبة ل2022 فقد أدركت شيئا أساسيا من خلال كل ما سبق وهو أنه طالما ليست لنا سلطة على تغيير ماهو خارجي فنحن حتما نملك السلطة لتغيير أنفسنا، فالأكيد أنه ليست لنا سلطة على الوباء الذي اجتاح العالم، لكن ما أومن به هو أننا نملك سلطة التحكم في مشاعرنا من خلال حب أنفسنا و حب الآخرين، و أن نعيش في سلام ورضى تاميْن، إذا تمكنا من هذه الأمور فالأكيد أن سنة 2022 ستكون سنة الروحانيات بامتياز. أتمنى أن تلقى مشاريعي، بالرغم من صعوبة ملاقاة الجمهور، الاستمرارية و الأهم ألا أكف عما يشغلني بالدرجة الأولى وهو السعي وراء الأعمال الفنية الجادة التي ترقى بالفن و الذوق العام بالشكل اللائق به.
الفاعلة الحقوقية خديجة الرباح : استقبلت 2022 بقدوم أول حفيد
بالنظر للأوراش التي تم فتحها في سنة 2021، هناك إشارات اتسمت بها السنة التي نودعها، هذه الإشارات تطهر أن هناك نَفَس بإصلاح جديد، و أن هناك إرادة من أجل تقدم مجموعة من الأوراش المتعلقة بالحقوق الإنسانية للنساء بخطاب ينحى في اتجاه أن المساواة ستكون أولوية ضمن الأولويات، لكن هذا يبقى فقط على مستوى الخطاب. أما فيما يخص 2022، فيبقى السؤال هل ستتحول هذه الشعارات المرتبطة بالنهوض بالحقوق الإنسانية للنساء و التفعيل الحقيقي للمساواة من لغة الخطاب إلى لغة الواقع في حاجة لجواب عنه. نأمل وننتظر أن تكون سنة 2022 سنة المساواة الفعلية و الانتقال من لغة الكلام إلى لغة الفعل. ننتظر كذلك أن تكون مناسبة لكي تستوعب الحكومة الجديدة أن الحلول الجذرية ليس لها مكان على المستوى المعيشي للمواطنات و المواطنين، وقد آن الأوان من أجل إصلاحات شاملة وجذرية على مستوى الترسانة القانونية كلها و كذلك تفعيلها، حيث يبقى غير كاف الإصلاح القانوني في غياب تفيعل هذه القوانين، كما يجب الدخول في معركة من أجل تغيير الصور النمطية و التمييزية التي لازالت حاضرة و التي تشكل عائقا أمام تفعيل الاستراتيجيات و السياسات و القوانين. أما على المستوى الشخصي استقبلت سنة 2022 بأول حفيد أتمنى أن يكون في صحة جيدة و أن ينعم بأجواء تسودها المساواة أولا و أخيرا.
الممثلة سعيدة باعدي : أتطلع لسنة ملؤها الحب و السلام و الإخاء
أتمنى أن تكون سنة 2022 سنة للفرح و الصحة و السلامة وطول العمر لجميع المغاربة و أن تكون نهاية هذه الجائحة التي نأمل أن تختفي مع نهاية سنة 2021 و تحمل معها كل المتحورات القائمة و الُمحتمَلة. أتمنى لكل من له مشروع في بدايته أن يتمكن من إنهائه و من له أحلام أرجو أن يحققها. أتمنى لكل مريض أن يشفى و لكل حالم أن يحقق ما يصبو إليه. في هذه الحياة توجد الكثير من الأشياء الجميلة و الإيجابية و الحياة على أية حال قصيرة جدا، و لا تستحق أن نلتفت فيها للسلبيات و المطبات، و أدعو جميع الناس على أن يتشبثوا بالأمل و التفاؤل. تعلمنا من هذه الجائحة أننا إذا كنا اليوم متواجدين في هذه الحياة، فإنه من المحتمل جدا ألا نتواجد فيها غدا، و من ثم علينا أن نتعلم كيف نعيش في سلم وسلام و أن نحافظ على البسمة و الإيجابية و ما أحبه لنفسي يجب أن أحب مثله لغيري. بالنسبة لسنة 2021 فقد ودعتها من خلال القيام بعملية جرد لكل ما تحقق لدي و ما لم يتحقق. الحمد لله كانت سنة مليئة بالإنجازات و النجاحات، و أبرز محطاتها العمل الذي جمعني بتوأم روحي أختي و صديقتي و كاتمة أسراري الفنانة حفيطة باعدي، من خلال كتابة سيناريو مسلسل “البيوت أسرار“، و إن شاء الله لازالت هناك مشاريع أخرى في المستقبل ستكون بنفس القوة من حيث حبكة الكتابة. سيكون ورقا ذا قيمة فنية و أدبية كبيرة. أنا و حفيظة لدينا الكثير من الأشياء المشتركة سواء على المستوى الإنساني أو الفني. إذن كغيري من المغاربة ودعت سنة 2021 بفرحها و حزنها و انكساراتها و نجاحاتها و أتطلع لسنة جديدة ملؤها الحب و السلام و الإخاء بين جميع الناس.
المخرجة مريم أيت بلحسين : أنا جد متفائلة بما تحمله لنا 2022
سنة 2021 كانت سنة قاسية، بحكم إغلاق القاعات السينمائية وغياب تنفيذ إنتاج المشاريع الأجنبية بالمغرب، لكن كما نقول دائما ينبغي تحويل اللحظات الصعبة و القاسية إلى لحظات سعيدة و ناجحة. الحمد لله تمكنت من إنهاء ” الأمير الصغير” فيلم روائي وثائقي حول مدينة طرفاية بطريقة رومانسية، كما تمكنت برفقة فريق العمل، رغم الإغلاق الشامل، من وضع اللمسات الأخيرة حول فيلمي الروائي الطويل “بابا ماركس” الذي حاولت من خلاله أن أصور بطريقة كاريكاتورية هذا التمزق في النظام الاجتماعي بين القطبين (الرأسمالي و الاشتراكي) في قالب حلو داخل إطار مغربي، كما حاولت أن أجعل من الأنظمة و القوانين وسيلة في خدمة الفرد وأتمنى أن أكون حقيقة وُفِقْت في تصوير كل ذلك من خلال وضعه في إطار صعب وقاس، حيث يسود البؤس و التمزق وكذا طرح حلول ممكنة من أجل احترام الفرد. كان بالنسبة لي شيء مهم أن أتحدث عن كل هذه الأيديولوجيات في إطار درامي. على المستوى الشخصي أعتقد أنه كوننا في صحة جيدة فهذا أكبر مكسب حتى الآن، حيث فقدنا العديد من الزملاء، وهو ما خلف ألما كبيرا في نفوسنا خلال 2021، و أخص بالذكر الاستاذ عزيز الفاضلي الذي غادرنا أخيرا و آخرون غيره. مع حلول السنة الجديدة أظن أنه أصبح لدينا وزير جديد و مدير جديد للمركز السينمائي المغربي، وهو ما يدفعنا لنكون متفائلين، حيث نتمنى أن تكون هناك أشياء إيجابية، سواء من خلال ما تم تقديمه من مقترحات على مستوى غرفة المنتجين أو غرفة المخرجين أو في إطارات أخرى و التي نتمنى أن نراها تتحقق على أرض الواقع، و أن نساهم جميعا في تطوير الصناعة السينمائية بالمغرب، وأنا حقيقة جد متفائلة بما ستحمله لنا سنة 2022.