انتصار حدية : التبرع بالأعضاء من شأنه تحسين جودة حياة المرضى و تخفيض تكاليف العلاج

مغربيات

استضافت شبكة القراءة بالمغرب، مساء أمس الثلاثاء 18 أكتوبر الجاري، الكاتبة و الأستاذة بكلية الطب و الصيدلة بجامعة محمد الأول بوجدة، بمناسبة اليوم العالمي للتبرع و زرع الأعضاء، حيث شكل اللقاء الذي نظمته الشبكة بشراكة مع طلبة ماستر البيولوجيا و الصحة بكلية العلوم عين الشق بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، على المنصة الرقمية للشبكة مناسبة لمناقشة موضوع التبرع و زرع الأعضاء. 

و أبرزت انتصار حدية المتخصصة في أمراض الكلى أهمية التوعية و التحسيس بالتبرع و زرع الأعضاء في المجتمع المغربي، حيث أشارت إلى توفر المغرب على عدد من المستشفيات الجامعية و المدنية و العسكرية المرخص لها بزرع الأعضاء، خاصة و أنها تتوفر على إمكانات تقنية و كفاءات علمية تمكنها من زرع الأعضاء. 

و أشارت المتحدثة إلى أنه تم إنجاز 610 عملية في زرع الكلي بالمغرب، كما أن 1200 شخص مسجل في سجلات التبرع، نسبة كبيرة منهم بمدينة الدار البيضاء، ثم أزيد من 300 عملية لزرع النخاع العظمي، و أزيد من 3000 عملية لزرع القرنية لعلاج العمى، فيما تبقى عمليات زرع الكبد أقل نسبة، مبرزة أن تكاليف هذه العمليات تتم عن طريق التغطية الصحية التي سيتم تعميمها من خلال مشروع سيرى النور في غضون الأسابيع المقبلة (2023).

و أوضحت حدية أن هذه العمليات تكون مؤطرة بترسانة قانوينة تعتبر واحدة من القوانين الأكثر صرامة في العالم، و التي تحمي المغاربة من بعض التجاوزات كالإتجار في الأعضاء كما هو الشأن لبعض بلدان أخرى. 

وشددت على ضرورة إعطاء هذا الموضوع أهمية نظرا لأن الأمر يتعلق بإنقاذ حياة مرضى هم في حاجة لعمليات الزرع، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة و مكلفة، حيث تبقى عملية الزرع هي الحل الوحيد لإنقاذ حياتهم. 

و أشارت إلى أن 430 ألف شخص يخضعون حاليا لعمليات تصفية الدم بسبب الفشل الكلوي، حيث يكلف كل مريض 1832 ألف درهم سنويا، مما يجعل العبء ثقيلا لا على المرضى و لا على الدولة، مع ما يترتب عن الفشل الكلوي من مشاكل اجتماعية، كصعوبة اتباع الدراسة أو الالتحاق بمقر العمل بالنسبة لأشخاص يحتاجون لحصص تصفية الدم لثلاث مرات أسبوعيا لمدة أربع ساعات للحصة الواحدة، وهو ما يجعل من عملية زرع الكلى حلا يمكن المرضى من تخفيض تكاليف العلاج و تحسين جودة الحياة بشكل عام. 

و أضافت المتحدثة أن التمثلات الدينية و الاجتماعية لازالت تقف في وجه إقبال المواطنين على التبرع بأعضائهم في حالة الموت الدماغي، معربة عن أملها في أن يقبل المواطنون على تسجيل أنفسهم بالمحاكم الابتدائية الموجودة بمدنهم من أجل التبرع لأشخاص هم في حاجة لهذه الأعضاء. 

و أبرزت أهمية عدم تعرف أسرة المتبرع على المستفيد حماية لهذا الأخير، مما يمكن أن يلحقه من طرف عائلة المتبرع، كما دعت إلى ضرورة الانخراط في هذه العملية، لأن من شأنها أن تحسن جودة حياة المرضى الذين يحتاجون لتلك الأعضاء.

About Post Author