المغربيات يصمتن على العنف خوفا من المتابعة بجريمة “الفساد”

مغربيات

أكدت منطمة امرأة “MRA” أن تجريم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج (الفساد) و الخيانة الزوجية يحول دون تبليغ ضحايا العنف عن ما يتعرضن له من مختلف أنواع العنف، و بالتالي تحرم هذه الأحكام المرأة من حقها في الحماية و الوقاية و الإنصاف و التعويضات المناسبة.

و أشارت المنظمة، من خلال الدراسة التي أنجزتها حول الحماية بدل السجن، إسهام تجريم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج في ارتفاع العنف ضد النساء بالمغرب، أن معدل إبلاغ السلطات المختصة عن العنف ضد النساء منخفض للغاية، فوفقا للمندوبية السامية للتخطيط فإن 10،5 ٪ من ضحايا العنف خلال 12 شهرا الماضية (ما يقرب نم 18٪ للعنف الجسدي و أقل من 3٪ للعنف الجنسي) قمن بتقديم شكاية إلى الشرطة أو إلى سلطات مختصة أخرى مقابل 3٪ سنة 2009.

و أرجعت المنظمة هذه النسبة المنخفضة من التبليغات في جزء مهم منها لانعكاسات الفصول 490 إلى 493 من القانون الجنائي، بحيث تشكل المتابعات الناتجة عن هذه الفصول و عائقا أمام النساء اللواتي تبحثن عن خدمات إثر العنف الذي تعرضن له أو فقط للتبليغ عنه.

فبحسب الفصل 490 من القانون الجنائي المغربي، فإن كل علاقة جنسية بين رجل و امرأة لا تربط بينهما علاقة الزوجية تكون جريمة الفساد و يعاقب عليها بالحبس من شهر واحد إلى سنة، و ينص الفصل 491 على معاقبة أحد الزوجين بالحبس من سنة إلى سنتين إذا ارتكب أحدهما جريمة الخيانة الزوجية و لا تجوز المتابعة في هذه الحالة إلا بناء على شكوى من الزوجة أو الزوج المجني عليه.

و خلصت الدراسة إلى أن جل النساء اللواتي على علاقة حميمية مع أحد الأشخاص لا تلجأن للسلطات للتمتع بمقتضيات قانون 103ـ 13مهما كان نوع العنف الذي تعرضن له أو فقط للتبليغ عنه، كما أن العديد من النساء ضحايا الاغتراب سواء كن على معرفة مسبقة بالجاني أم لا، لا تبلغن عنه بسبب احتمال انعكاس هذا التبليغ عليهن و تتحولن من ضحايا لمرتكبات جرائم.

أما بالنسبة للحالات القليلة التي بلغت فيها النساء عن العنف الذي تعرضن له، فقد تبين أنهن لم تكن على علم مسبق بمقتضيات المواد المجرمة للعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.

و أكدت الدراسة أن تجريم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج جعل النساء أكثر عرضة للعنف المستمر و المتكرر، إذ بمجرد ارتكاب الفعل الأولي للعنف الجنسي، يلجأ الجناة لاستخدام إمكانية المقاضاة في حالة التبليغ كآلية تحكم و تخويف للنساء و جعلهن في موقع عزلة،مع الاستمرار في تعريضهن لأفعال جنسية أخرى لاحقة وغير رضائية.

About Post Author