“المغالطات في الخطاب الإعلامي” موضوع أطروحة جامعية بمراكش
مغربيات
خلصت أطروحة بحث قدمها الطالب الباحث رضوان الرمتي بكلية اللغة العربية بمدينة مراكش لنيل شهادة الدكتوراه، يوم السبت 6 يوليوز 2024 بمدرج الشرقاوي إقبال حول موضوع “الحجاج بالمغالطة في الخطاب الإعلامي”، إلى أن المغالطة أنواع متعددة وتتخذ أشكالا مختلفة، وتتطور بنفسها حسب الزمن وتبعا لعدد من المتغيرات (اختلاف وسائل التواصل، والمجالات، وتنوع المصادر)، وقارن من خلالها المغالطات السائدة قبل عقدين من الزمن والمغالطات التي نعيشها اليوم مع وسائل الإعلام الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي.
واستنتج هذا البحث، أن المغالطة في القديم قد تستمر مدة طويلة، لضعف وسائل التواصل، قبل أن يكتشف زيفها كما سبق مع مغالطة أسلحة الدمار الشامل وعلاقة العراق بتنظيم القاعدة، على خلاف المغالطة في الخطاب الإعلامي حديثا حيث تنكشف بأسرع وقت ولا تعمر طويلا، ولا أدل على ذلك من مغالطات فترة كورونا فكان أي ادعاء مرتبط بالعلاج أو الوقاية من الوباء سرعان ما يتم الرد عليه وتفنيده في حينه، إما من القنوات الإعلامية أو من المتخصصين في المجال؛ فالمغالطة مهما حاول صاحبها إخفاءها يظهر بطلانها بسرعة، إن كان المتلقي حذقا.
ووقفت الأطروحة على أن مغالطات السياسيين تخدم بالدرجة الأولى مصالحهم الشخصية والحزبية، بعيدا عن استحضار الصدق والجانب الأخلاقي، وخطاباتهم تتحد في رسم هدف مسبق إما الفوز في الانتخابات أو الإطاحة بحكومة أو حزب أو رئيس أو بناء تحالفات أو احتلال بلد معين.
فالمغالط السياسي، حسب البحث ذاته، قد يلجأ في خطابه إلى جلب الشفقة والعطف، وقد يلجأ إلى القوة والتهديد والترهيب أو تقديم وعود إلى حين تحقيق الهدف، ولا يمل في ذلك.أما سبل المغالط في وسائل الإعلام الحديثة فهي متنوعة؛ منها انتحال صفة أو تبني معطيات غير أصيلة أو التلاعب بالإحصائيات أو فبركة الصور والفيديوهات والتصريحات. كما قد ينهج أسلوب التهويل والتضخيم.
وفي المقابل، فإن ممارسة مهنة الصحافة النزيهة تقتضي الاتصاف والتحلي بأخلاقيات المهنة؛ التي منها الموضوعية والصدق والأمانة والحياد والاستقلالية والحرية والالتزام بالقانون المنظم للمهنة، حسب الرمتي.
ومن استنتاجات هذا البحث أن المغالطة وتحديد نوعها يتطلب نباهة وحذقا وخبرة من المتلقي تمكنه من عدم الاستسلام للتمويه الذي يمارسه المغالط، حيث يستغل كل ما قد يمكنه من استمالة المتلقي والسيطرة على مشاعره أو محاولة إقناعه بتدليس ظاهره الصحة وباطنه البطلان وفساد الحجة. ومن الخلاصات التي توصل إليها معد الأطروحة أيضا أن الأخبار والمنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة أكثر عرضة للتغليط والمغالطة، خاصة مع ظهور تقنيات التلاعب بالصور والتصريحات وكافة المعطيات.
و ذكر الباحث أنه أثناء الاشتغال تبين أن عددا من المواضيع يمكن أن تكون مستقبلا مشاريع بحث منها على سبيل المثال لا الحصر:
– المغالطة بالعواطف في الخطاب الإعلامي
– سمات الخطاب الدعائي فترة الحملات الانتخابية
– مغالطات السياسيين حين تقديم حصيلة المنجزات (تلميع الصورة من خلال التلاعب بالأرقام وتضخيم الإحصائيات وحجب الإخفاقات)
– البحث عن الفروق الدقيقة بين المغالطة، والكذب، والإشاعة، والشائعة.
وتكونت لجنة المناقشة من:
الدكتور سعيد العوادي أستاذ التعليم العالي بكلية اللغة العربية بمراكش رئيسا.
الدكتور أحمد قادم عميد وأستاذ التعليم العالي بكلية اللغة العربية بمراكش مشرفا.
الدكتور عادل عبد اللطيف أستاذ التعليم العالي بكلية اللغة العربية بمراكش عضوا مقررا.
الدكتور علي اليوسفي أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين كلميم واد نون عضوا مقررا.
الدكتور عبد العلي قادا أستاذ التعليم العالي بكلية اللغة العربية بمراكش عضوا مقررا.