المعرض الجهوي للكتاب بمراكش يحتفي بإصدارات نسائية

مغربيات

ذكرت فوزية الكنسوسي أن إصدارها نساء مراكش.. تقاليد مدنية و فنون عيش هو توثيق للذاكرة النسوية لمراكش و أحوازها و رد الاعتبار للأعمال النسوية و تخليدها و تمريرها للأجيال اللاحقة، و ذلك حتى لا نفقد هويتنا و تُطمس معالمها، أمام هذا التيار و الطوفان من الوسائل التكنولوجية الحديثة.

و أضافت المتحدثة، خلال حفل توقيع مؤلفها، مساء أمس الخميس 27 أكتوبر الجاري، إلى جانب لطيفة العاصمي و لطيفة الطبايلي، الذي نظم على هامش الدورة 12 للمعرض الجهوي للكتاب بمراكش، أن النساء لم يحظين بالتعليم في القدم، باستثناء بنات الأعيان و العلماء و الأميرات و الجواري، مما دفعهن لأن يبدعن في مجالات متعددة، مستغلات الفضاءات الحميمية كسطوح المنازل و فناءات الرياضات، لتبادل الدردشات و الاشتغال في الأعمال اليدوية كالخياطة و التطريز، وهي حياة غنية مليئة بالأسرار و الصنعة البديعة.

و أكدت أن هذا التاريخ الزاخر بفنون العيش في مدينة عريقة و أصيلة كمراكش، كان لابد أن يدون، وهو ما دفعها لأن تصدر كتابها كنوع من التوثيق.

وعن مؤلفها تقاليد وعادات مراكش الصادر باللغة الفرنسية “Coutumes et traditions de Marrakech “، أشارت لطيفة الطبايلي إلى أنها كتبت هذا الكتاب بعد طلب و إلحاح من أبناء الجالية المغربية، بحكم افتقادهم للطقوس و العادات المغربية الأصيلة.

وقالت إن هذا المؤلف يعد كتابها الرابع ضمن سلسلة من الكتب التي أصدرتها و التي توثق لمرحلة من التاريخ النسوي لمدينة مراكش، حيث كانت الأسر المراكشية تحرص على العديد من العادات و الطقوس الجميلة و التي اختفت في وقتنا الحالي، معتبرة أن كتابها هو نوع من التوثيق لهذه العادات التي لم تعد موجود للأسف، تؤكد المتحدثة.

و أضافت أن الكتاب جاء كنوع من التوثيق لهذه العادات، سيما أن العديد من أبناء الوطن المقيمين بالخارج لا يجهلون تماما العادات المغربية الأصيلة.

بدورها تحدثت لطيفة العاصمي عن مؤلفها الطنجية المراكشية و محيطها من الأدبيات الشعبية الذي قالت عنه إنه جاء كرد على الكاتب أحمد العمارتي الذي ألف كتابا عنوانه المقامات العمارتية و ذكر فيه أوصاف الطنجية الشفشاونية.

كما أشارت إلى أن مؤلفها تضمن العديد من الطقوس و العادات المغربية التي تحدثت بإسهاب عن هذا الطبق الذي يميز مدينة مراكش، و ما يصاحبه من أجواء، فضلا عن طقوس تحضير الشاي و كل الأحاديث و المستملحات التي تواكب الاحتفال بهذه المناسبات التقليدية و التي كانت تمتاز بها الأسر المراكشية.

و حضر اللقاء العديد من الباحثين و المختصين في مجال التراث الشفهي، الذين أشادوا بهذه الإصدارات، خاصة و أن التاريخ النسائي لمراكش يكاد يكون منعدما، و أغفله مؤرخون، باستثناء بعض الشخصيات التي ذكرتها كتب التاريخ وهن قلة، مثل زينب النفزاوية زوجة و مستشارة السلطان يوسف بن تاشفين و لالة زهرة الكوش الولية الصالحة التي ترقد على بعد أمتار من مسجد الكتبية.

وتتواصل فعاليات المعرض الجهوي للكتاب بمراكش، إلى غاية الثلاثاء 01 نونبر القادم، ببرنامج يتضمن ندوات و معارض للفن التشكيلي و التصوير الفوتوغرافي، وورشات للخط العربي و مسرح الطفل وغيرها من الأنشطة التي تميز الدورة 12.

About Post Author