“السياحة بلمسة أنثوية” تعاونية نسائية بالحوز من أجل “استعادة ثقة السائح”
مغربيات
“السياحة بلمسة أنثوية“ أو “Women touch” تعاونية سياحية جديدة بجهة مراكش من شأنها أن تخلق مناصب شغل مهمة لنساء يسعين لاقتحام المجال السياحي بلمسة أنثوية عصرية. وقد حظيت التعاونية بجائزة “للا المتعاونة” التي نظمتها وزارة التضامن و الإدماج الاجتماعي و الأسرة في نسختها السادسة، في 8 مارس المنصرم، تحت شعار “المبادرات المتميزة للتخفيف من آثار جائحة كوفيد-19 على النساء” عن مشروعهن السياحي “خيمة” وهو عبارة عن فندق متنقلة، “مغربيات“ اقتربت من هذه التعاونية التي لازالت تتلمس خطواتها الأولى عبر ترسيخ مفهوم جديد للسياحة بلمسة امرأة، للكشف عن أهدافها و أسلوب عملها..
هن نساء جمعهن هم اقتحام المجال السياحي القروي عبر خلق تعاونية تضم نساءا يسعين لتحقيق ذواتهن من خلال البحث عن استثمار الموارد الطبيعية التي تزخر بها المنطقة، و الخبرات التي اكتسبنها طيلة سنوات من العمل الاجتماعي.
كل امرأة من عضوات التعاونية تجر خلفها ما يزيد عن عقدين من تجربة غنية في المجال الاجتماعي الذي خبرن دروبه، كما أنهن صاحباتمشاريع سياحية مستقلة، الشيء الذي دفعهن للتفكير في توحيد هذه المشاريع وخلق تعاونية يمكنها أن تطور من تلك المشاريع الصغيرة، كما يمكنها خلف مناصب شغل.. لبنات و أبناء المنطقة.
المشروع هو عبارة عن خيمة أشبه بفندق متنقل كبير، تتوفر فيه كل الوسائل الضرورية التي يحتاجها النزلاء، كما أنها ستكون مصحوبة بتنظيم جولات للسياح عبر مدارات سياحية، دون البحث عن فنادق بالمدينة و التنقل عبر حافلات.
تقول زهرة إد علي رئيسة التعاونية “إن الهدف من هذا المشروع هو خلق مشاريع منذرة للدخل، حيث سيمكن من تشغيل اليد العاملة من أجل العمل في الخيمة “الفندق المتنقل” الذي يمكن استغلالها في تنظيم لقاءات و أنشطة ثقافية متنوعة للجهات التي تطلبها، كما يمكن أن تحط الخيمة الرحال في أي مكان طبيعي، من خلال نقل السياح عبر مختلف المدارات السياحية وتوفير فندق متنقل يضم كل ما يحتاجه السائح، دون أن يكون في حاجة للبحث عن مأوى“.
و أضافت رئيسة التعاونية أن هذا المشروع السياحي الأول من نوعه بالمنطقة من شأنه أن يعزز السياحة التضامنية، حيث سيستفيد السائح الذي يرغب في المكوث بالمنطقة من الإقامة لدى الأهالي، وهو ما نطلق عليه اسم “chez l habitant” و التعرف عن قرب على العادات و التقاليد و أساليب عيش السكان، كما سيتمكن من القيام بجولات سياحية كذلك عبر دروب لم يسبق له أن سلكها “vierge”، و التي حرصنا على أن تكون خارج المدارات السياحية المعروفة المعتادة مثل منتجع اوريكا و ستي فاطمة و أوكايمدن، أومليل و للا تكركوست، وغيرها من المناطق التي عادة ما يذهب إليها السائح في كل مرة يزور فيها مراكش“ .
لتحقيق هذه الأهداف عمد مكتب التعاونية المكون من خمس عضوات إلى تنظيم تكوينات مكثفة لفائدة المستفيدات اللواتي يتلقين خلالها دروسا في اللغات الأجنبية من أجل التحاور مع السياح الأجانب وكذا في التمكن من الحديث عن المناطق السياحية، تاريخها و ما تزخر به من مؤهلات طبيعية و ثقافية متنوعة.
ولكي تنفتح التعاونية على شركاء يشتغلون في ذات المجال، فإنها عملت على الانخراط ضمن شبكة وطنية للسياحة القروية. تقول إد علي بهذا الصدد “آثرنا أن نستفيد من تجارب أخرى في مجال السياحة القروية على الصعيد الوطني، لذلك انضممنا إلى شبكة وطنية للسياحة القروية، وهو ما أهلنا للانفتاح على أشخاص مهنيين يتحدثون لغة العالم القروي و الجبلي، وكلنا أمل في تطوير هذا المجال السياحي من خلال اقتحام العنصر النسوي له“.
و عن الوسائل المعتمدة في جلب السياح قالت رئيسة التعاونية إنهن يعتمدن على مواقع التواصل الاجتماعي و كذا استقطاب مجموعة من السياح الذين ينقلون التجربة التي عاشوا لأشخاص آخرين أثناء العودة إلى ديارهم، ثم هناك وسيلة تسمى “de bouche à l oreille” .
وعن المنافسة التي ستخلقها التعاونية بالنسبة لوكالات الأسفار، قالت زهراء إد علي إنهن لم يعشن بعد هذه التجربة بحكم أن المشروع ولد مع بداية الجائحة، و بالتالي فهو لازال في طور البناء و التكوين، كما أكدت أن كل عضوات المكتب المسير للتعاونية هن نساء لهن خبرة طويلة في المجال الاجتماعي و العمل عن قرب، ما جعلهن يعتمدن مقاربة مختلفة سواء على مستوى استقطاب السياح أو البرامج التي سيستفيد منها الوافدون.
ثقة السائح يصعب كسبها و يسهل ضياعها، تؤكد إد علي. إننا في “السياحة بلمسة أنثوية“ انتبهن إلى أن السياح أصبحوا في حاجة إلى البحث عن الثقافة و المنتوجات التقيلدية من خلال الوصول إلى منابعها دونما الحاجة إلى الوسطاء، الذين ما فتئوا يشوهون كل ذلك من خلال المتاجرة في المنتوج و التسبب في نفور السائح، مؤكدة أن هذا من بين أسباب أخرى دفعهن للتفكير في انساء تعاونية تعنى بالسياحة الجبلية بلمسة امرأة. فضلا عن رغبة السائح في الوصول إلى المرأة الحرفية و الإطلاع عن قرب عن كيفية اشتغالها.
تؤكد إد علي أن اقتحام أي مجال من المجالات يحتاج دائما للابتكار لكي ينجح، وهو ما دفعهن للتفكير في مشروع سياحي جديد ومختلف يعتمد على وسائل و أفكار متطورة، و يحتاج إلى موارد مهمة، حتى يتسنى لهن أن يطلقنه، متمنية انتهاء الجائحة التي جعلت المشروع متوقفا بسبب الاحترازات الصحية.