الاستعمال المفرط للهاتف الذكي يؤدي إلى “النوموفوبيا”

مغربيات

هل تعلم أن “النوموفوبيا” Nomophobie”” تعني الخوف من فقدان الهاتف الذكي بسبب التعلق المفرط به. ترى ما هي الأسباب و كيف يمكن التخلص من هذا الاضطراب الذي أصبح يميز هذا العصر؟ 

يجد العديد منا نفسه يوما بعد يوم مشدودا لهاتفه الذكي الذي لا يستطيع أن يفارقه حتى أثناء نومه. فقد بات وسيلته الوحيدة لكي يطل على العالم و لكي يتسلى، حتى أن التجمع العائلي اصبح وهما فقط، حيث لا يجتمع أفراد العائلة خلال المناسبات إلا وبدا كل واحد منهم منغمسا في شاشة هاتفه الذكي، مما أدى إلى شعور الكثيرة بالخوف من فقدان هواتفهم المحمولة.

ماهي “النوموفوبيا”؟ وماهي أسبابها؟

“النوموفوبيا” “Nomophobia” هو اضطراب حديث إلى حد ما، يرتبط ارتباطا مباشرا بتطوير تقنيات جديدة. ينتج عنه خوف مفرط ” وغير مبرر من عدم القدرة على استخدام الهاتف المحمول.

لم يُدرج الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية “DSM-V” هذه الظاهرة حتى الآن … إذ من الممكن  أن يحدث  ذلك في غضون السنوات القليلة القادمة. بالنسبة للطب و الطب النفسي ، فإن “النوموفوبيا” هو “داء” حديث مرتبط بالأهمية الضارة أحيانا للتواصل الافتراضي. ظاهرة تتزايد حدتها بسبب الأزمة الصحية لـكوفيد ـ 19 وعمليات الحبس المتكررة التي عاشها الناس، وانقطعوا عن أحبائهم وكذلك من جميع التفاعلات الاجتماعية في الحياة الواقعية.

السبب الرئيسي ل”النوموفوبيا” هو المكان الذي يوليه الناس للتفاعل الافتراضي مع الآخرين. بالنسبة للكثيرين ، يؤدي هذا إلى إدمان حقيقي للهاتف الذكي : من المستحيل الاستغناء عنه ، بما في ذلك أثناء العطل أو في منتصف الليل عندما يحدث استيقاظ غير متوقع ، فالأمر يتعلق بالنظر إلى شاشة الهاتف.

هل نتأثر جميعا ب”النوموفوبيا”؟ بشكل عملي، يمكن لأي شخص أن يكون كذلك ، لكننا ما زلنا نلاحظ ميول وعوامل معينة قد تقود إلى هذا الإدمان. من بينها على وجه الخصوص: الميل إلى التبعية العاطفية أو الحاجة المفرطة للمكافآت. من حيث المبدأ ، فإن الشخص الاجتماعي سيكون أقل عرضة للسقوط في هذا الإدمان.

أعراض “النوموفوبيا”

بشكل ملموس ، كيف يمكن تحديد النوموفوبيا؟ يتميز هذا الاضطراب بحالة من القلق الشديد ، وهو قلق حقيقي من فكرة عدم القدرة على تنظيم استخدام الهاتف الذكي.

عندما يحتل الهاتف الذكي مكانة بارزة في الحياة اليومية ، فقد تبدو العديد من التأثيرات الملحوظة ، لا سيما صعوبة النوم أوالمعاناة من ضعف جودة النوم. يعد فقدان الروابط الاجتماعية ، والذي يمكن أن يصل في بعض الحالات إلى حد الاكتئاب ، أيضا علامة قوية على  “النوموفوبيا”.

 يعبر مدمنو الهواتف المحمولة غالبا عن خوفهم من فقدان الاتصال بالأصدقاء أو العائلة بمجرد إيقاف تشغيل هواتفهم الذكية. هذه مفارقة حقيقية عندما نعلم أنه في مجتمعنا الحديث ، كلما زاد ارتباطنا بالتكنولوجيا كلما ملنا إلى فقدان الروابط الاجتماعية.

“النوموفوبيا” : كيف يمكن تشخيص الإدمان على الهاتف الذكي؟

إن الشخص الذي يعتبر “مريضا” بسبب إدمانه على الهاتف غالبا ما يعاني معاناة شديدة من هذا الأمر. ويمكن للطبيب أن يتعرف عليه بفضل عدد من العناصر من بينها الوقت الذي يقضيه الشخص على الهاتف يوميا، اضطرابات النوم، أنواع الرهاب المرتبطة باستعمال الهاتف أو عدم استعماله. 

يتعرف المختص على الوتيرة التي يعاين بها المستخدم هاتفه النصوص و الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، و التي قد يصبح معها المدمن غير قادر على السيطرة على نفسه في تفقد هذه المواقع. كما أنه يصبح غير قادر على القيام بواجباته اليومية المعتادة بسبب الخوف من افتقاد الهاتف، وقد يبدي خوفا من عدم تمكنه من شحن البطارية الخاصة بالهاتف. 

غالبا ما يشعر المدمنون بأنهم فاقدون لحريتهم بسبب الاستخدام المفرط للهاتف، حيث يصبحون عاجزين عن تنظيم استعمالهم له، مما يؤدي بهم إلى الإدمان، و من سمة فإن الطبيب المعالج يوجه الشخص المدمن إلى طبيب نفساني بحسب درجة الإدمان. 

العلاج 

يجب أن يتكيف كل علاج مع اضطراب المريض و درجة رهابه وشخصيته. يمكن علاج هذا الاضطراب ، أي الخوف من عدم القدرة على استخدام الهاتف ، من خلال العلاج السلوكي المعرفي. الفائدة من هذا العلاج هو جعل الشخص المصاب بالرهاب على دراية بعلاقته المرضية بتكنولوجيا الهاتف المحمول ، كل ذلك في نهج استباقي. يقود المعالج النفسي مريضه إلى تعديل طريقته في التصرف تدريجيا، وبالتالي العمل بشكل مختلف في حياته اليومية. بهذه الطريقة ، يتعلم المريض كيفية إدارة استخدام هاتفه الذكي بطريقة مدروسة بدرجة أكبر ، ويدرك أهمية وجود حياة اجتماعية مُرضية خارج العالم الافتراضي والتكنولوجيا.

كما يوصى بالعلاج الشخصي عندما يفقد المريض الروابط الاجتماعية. هذا النهج العلاجي يجعل من الممكن تجنب العزلة أو الخروج منها .  ويعتبر الهدف من ذلك هو البدء من جديد على أسس اجتماعية صحيحة من خلال إعادة إنشاء الارتباط مع الآخرين، وقد ينصح باستعمال بعض الأعشاب الطبية التي تساعد على الإرتخاء و تقلل من التوتر و القلق الناتج عن هذا الرهاب. 

عن “أوفيمينان” بتصرف

About Post Author