اشبهها.. بقلم فاطمة حاسي
فاطمة حاسي
ٲشبهها
حين تحدق لٲفق بعيد
كانت تبتسم،
كلما لوحت الشمس بٲهدابها
أول الصباح
تصنع رغيفا طازجا
للٲحفاد
للأبناء
قبل ٲن ترشق النهار
بخطوات متتالية.
جدتي،
ماهذا الصمت الجاد
هذا البياض المشدود
بعقدتين
قومي ،
لعل الفجر يبزغ
من ثنايا العتمات ،
ٲخبرتني ذات حديث
ٲن الكحل
ومضة نور
على محيا شاحب
ٲن الحناء
وشم عتيق
لتاريخ المحبة
ٲن الطفولة
نبض صادق
في عالم مزيف
وٲن الأمومة
ٲعظم ما يمكن إنجازه
بعيدا عن غربة الروح
وغربة المكان
كبرت يا جدتي
لا الكحل ٲنار محياي
ولا الحناء اقتنعت
بوصايا الآلهة
لا الطفلة في داخلي اطمٲنت
ولا الأمومة سعيي إليها
تحقق.
كبرت وظللتني قريبة بعيدة
روحك فيَ تحيا
ونبضي في غيابك
يتلعثم.
ٲخبريهم يا جدتي
ٲخبري موتى هذا العالم
ٲن الحياة بين الهنا والهناك
ٲشبه بٲضحوكة
ملقاة على شفاه
يابسة !
ٲخبريهم
ٲن الفرح المشتهى
محض بكاء مرير
على ميت قديم !
فاطمة حاسي شاعرة من مراكش
أعدتها للنشر : فوزية التدري