اتحاد العمل النسائي بمراكش يحتفي بفريدة بناني و مؤلفها “قانون محاربة العنف ضد النساء التفاف وتحايل على الالتزام و الملتزم به”
مراكش : ليلى جباري
في إطار الحملة الوطنية الثانية لتغيير مدونة الأسرة، تحت شعار من أجل قانون أسري يضمن الملاءمة والمساواة، نظم اتحاد العمل النسائي فرع مراكش، مساء أمس الأحد 19 يونيو 2022 بالقاعة الكبرى للمجلس الجماعي بمراكش، لقاءً ثقافيا حول آخر اصدارات فريدة بناني، مؤلف “قانون محاربة العنف ضد النساء التفاف وتحايل على الالتزام و الملتزم به“، حيث تعد فريدة بناني أستاذة التعليم العالي بجامعة القاضي عياض بمراكش، مستشارة و خبيرة لدى مجموعة من المنظمات الدولية و عضو الفريق المركزي والفريق الاستشاري لتقرير التنمية الإنسانية في البلدان العربية، وخلق الفرص للأجيال القادمة.
وقالت فريدة بناني إن إلتزام الدولة المغربية بمنع العنف المبني على النوع يتجسد في تشريع قانون إطار مستقل و قائم بذاته، مؤكدة أن المؤَلَّف الذي قدمته يجيب على العديد من الأسئلة المرتبطة بقانون تجريم العنف.
وترى أن المواد التي أطلق عليها اسم قانون (13-103) صدرت بعد انتظار طويل ما يزيد عن عقدين من الزمن، اعتبرتها مواد معدِّلة للقانون الجنائي ليس إلاّ، لذلك تساءلت لماذا كل ما يتعلق بقانون المرأة يستغرق حيزاً زمنيا كبيرا ؟ و اعتبرت أن هذا القانون أخذ وقت كبيرا ليدخل حيز التنفيذ، من 2013 الى 2018 ترى بأن ست سنوات هي معاناة كبيرة، ست سنوات من العمل المستمر والدؤوب والمستميت للحركة النسائية والحقوقية.
فريدة بناني توقع كتابها “قانون محاربة العنف ضد النساء ”.
وعن هذا الاحتفاء أكدت فوزية رفيق، عضوة اتحاد العمل النسائي، فرع مراكش في سياق تقديمها وتسييرها لجلسة اللقاء، أن موضوع العنف سيبقى حاضرا في جدول أعمال المجتمع، لذلك فإن التصدي له سيظل مهمة مركزية على عاتقنا جميعا، دولة و مجتمعا مدنيا و مؤسّسات حقوقية ونسائية وكل القوى الحية بالبلاد.
و أوضحت أن التوعية والتحسيس بخطورته، ومدى حجم المشاكل التي تتعرض لها المرأة حول العالم بسببه أمر ضروري، فرغم الترسانة القانونية التي تجرم العنف، فإن الكثير من الناس لا زالوا يتعاملون مع الموضوع بتجاهل و استخفاف تحت تأثير الرواسب الثقافية التي تُسوغه وتبرره وتتعايش معه.
كما أضافت أن ثلث نساء العالم، وربما أكثر يتعرضن للعنف خاصة في أوقات الصراعات والكوارث. و الحركة النسائية عموما، واتحاد العمل النسائي خصوصا يدين كل أصناف العنف، و يؤكد نضاله المستميت ضدّ هذا السلوك العدواني، الذي يتعبر جريمة شنعاء ضد المرأة، بل ضد الإنسانية جمعاء، لما يسببه من آثار مدمرة، وهذا ما توصلت إليه الكثير من الدراسات ومايشهد به الواقع وتصرح به الناجيات.
بدورها أكدت سعيدة الوادي، رئيسة فرع مراكش لإتحاد العمل النسائي، بأن الهدف من هذا اللقاء هو فرصة للعديد من النساء والجمعيات الحقوقية، للإطلاع على هذا المؤلف الذي يعتبر موسوعة فيما يخص القضية النسائية، كما أوضحت أن هذا اللقاء و غيره من اللقاءات و الأنشطة التي يقوم بها اتحاد العمل النسائي تهدف أساسا إلى توسيع دائرة المعرفة الحقوقية لدى النساء، ومعرفة ما لهن وما عليهن
وفي نفس السياق قامت كل من نورة المحضر وهي عضو المجلس الإداري لإتحاد العمل النسائي، و جميلة جودار المحامية بهيئة مراكش بقراءة المؤلف موضوع اللقاء، “قانون محاربة العنف ضد النساء التفاف وتحايل على الالتزام و الملتزم به“.
عرف اللقاء حضورا واسعا لعدد من الوجوه الفاعلة في المجتمع المدني والسياسي والنقابي والحقوقي و الإعلامي.
و يعتبر اتحاد العمل النسائي من أبرز الإطارات المدنية، التي انخرطت و لازالت تنخرط في هذه السيرورة، باعتباره منظمة نسائية غير حكومية، تسعى لتعزيز وضع المراة على المستوى الاجتماعي والحقوقي و القضاء على جميع اشكال التمييز ضد النساء.