أسماء المصلوحي.. كاتبة عصامية تحتفي بذاكرة تطوان

ولجت العمل الاجتماعي من بوابة الشعر، فأصبحت واحدة من الأسماء المعروفة في مجال العناية بالثقافة و المثقفين بالمدينة. هي أسماء المصلوحي ابنة تطوان التي تعشق مدينتها و تراثها الغني، مما دفعها، بعد أن أصدرت أول ديوان شعر بعنوان رياحين الحب سنة 2016، للتفكير في الاحتفاء بالمثقفين و الفنانين بالمدينة، عن طريق تكريمهم و إعادة الاعتبار لذاكرة المدينة الثقافية المنسية، وكذلك عن طريق تخصيص كتاب من ثلاثة أجزاء، صدر منه الجزء الأول أسماء و أعلام في ذاكرة تطوان

مغربيات تواصلت مع أسماء التي حدثتنا عن مسارها في العمل الاجتماعي وعن ثقافة الاعتراف..

كانت بداية أسماء مع كتابة بورتريهات لقامات فنية بعضها رحل عن عالمنا و البعض الآخر لازال على قيد الحياة، هكذا فكرت في أن تحول هذه البورتريهات التي كانت تصوغها مما يختلج في الوجدان إلى شيء ملموس، وهو ما دفعها للتفكير في إنشاء جمعية تحتفي بهذه الأسماء، خاصة تلك التي رحلت ولم تنل حظها من الاعتراف بما أسدته للساحة الثقافية بمدينة تطوان.

في سنة 2017 أسست جمعية أسماء للأعمال الثقافية و الاجتماعية، وهي تعنى بكل ما هو ثقافي وفني. تقول أسماء : ما دفعنا أنا وبعض الفاعلين في المدينة إلى التفكير في إنشاء جمعية تعنى بالمثقفين و الفنانين هو ترسيخ ثقافة الاعتراف، حيث أن المدينة أعطت أسماء لامعة في مجال الفن و الإبداع و الإعلام و السياسة، ومع ذلك لم يحظوا بأي نوع من التكريم و الإحتفاء بهم، اللهم قلة قليلة، وهو ما كان يحز في نفسي بشكل كبير.

دأبت الجمعية على تنظيم حفل سنوي احتفاليات الوفاء، يتم من خلاله تكريم مجموعة من الشخصيات في عالم الفن و التراث و الثقافة و التربية و الإعلام و السياسة كذلك، من أبناء مدينة تطوان، ويمتد على مدى ثلاثة أيام يتم من خلالها تنظيم معرض فني خاصة إذا كان المكرم رساما، و في اليوم الأخير تتم استضافة فنانين وفنانات مغاربة قد يصل عددهم ل14 يقدمون عروضا فنية يستمتع فيها الجمهور التطواني بألوان موسيقية متعددة.

يتميز الحفل بتقديم كتاب حول مسار الشخصية المحتفى بها، يقوم منظمو الحفل بتأليفه بشكل جماعي، تسلم له نسخة من الكتاب، كما يتم تخصيص يوم لتوقيع الكتاب الذي يضم أهم المحطات التي رافقت المحتفى به في مساره الإبداعي وما قدمه من منجزات، كما تهدى نسخ منه للجمهور الحاضر أثناء التظاهرة.

و تضيف أسماء : يرجع الفضل لكون هذا المشروع رأى النور إلى استاذي و معلمي حسن بيريش الكاتب و الصحفي من مدينة طنجة، والذي رافقني منذ تجربتي الإبداعية الأولى إلى غاية اليوم.

اليوم تستعد الجمعية لتنظيم الدورة السابعة شهر يناير المقبل، حيث اضطرت للتوقف بسبب ظروف الجائحة، و من المرتقب أن يتم تكريم شخصية نسائية جامعية تنتمي للحقل التربوي و شخصية فنية رجالية من التراث الجبلي التطواني.

استطاعت أسماء أن تكون نفسها بنفسها، فهي قارئة نهمة تنهل من الكتب ما استطاعت، حتى تطور من نفسها هو ما ساعدها كثيرا في مشوارها الجمعوي و مكنها من التعرف على أعلام الثقافة و الفن بالمدينة.

أصدرت أسماء الجزء الأول من ثلاثية أسماء و أعلام في ذاكرة تطوانسنة 2018 وتستعد لإصدار الجزء الثاني من الكتاب الذي يعد مرجعا لذاكرة المدينة، حيث أنه يضم العديد من الأسماء الوازنة التي بصمت تاريخ المدينة في العديد من المجالات كعبد الخالق الطريس، عبد الصادق الشقارة، نادية الرزيني، لطيفة أخرباش وغيرهم..

طموحها لا يتوقف، و كما تولي أسماء العناية بتكوينها و تطوير إمكاناتها المعرفية، فهي كذلك لا تنكر فضل الآخرين عليها، من خلال التفكير في الاعتراف بهم و بما أسدوه من خدمات ثقافية للمدينة. 

رغم مغادرتها لمقاعد الدراسة لمدة 26 سنة، استطاعت أسماء أن تحصل على شهادة البكالوريا بسلك الأحرار، و تلتحق بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بجامعة تطوان، وهي أم لثلاث بنات أكبرهن حاصلة على ماستر في الهندسة المعلوماتية بفرنسا، والوسطى بالسنة الثانية شعبة الحقوق، أما أصغرهن فتدرس بالسنة أولى بكالوريا.

أثناء تكريم الكاتب حسن بيريش

خلال تكريم الفنان رشيد برياح

حفل تكريم الملحن و الفنان مصطفى مزواق

About Post Author