أسبرين .. بقلم سامية الصيباري
سامية الصيباري
اسبرين
الشامَاتُ الثلاث البُنيات الواضِحاتُ
على لَحمٍ حنطي
وضَعها الله عندمَا كانت أمي تصنَعني
لأخرج معَ بداية الربيع
المتساوياتُ في حجم الدائرَة
كحبوب الأسبرين ..
هي علامَات خجلٍ صُغرى
كلما تقدم بي العمر توسعت
كي أفتحَ الطريق لجُرحك كي ينمو ..
ماسكة الكمَان تُغمض عينيها
لينساب ألمُك مرتاحا
لم أعُد أدرك أن وجهَ المأساة
قابل للتعديل
وأن المسَافات سيضعف طُولها
وتتوحد مَلامح الأسى على جدار قلبك
بينما تَستوي أوجاعُك على ألحَانِ ريتشارد كلايدرمان ..
لا تُجمل وحدتكَ بالبحث عن نقطٍ سمرَاء
في جسدي الغابة
عن الحُب الذي يولد هشا
عنِ المرأة التي تخمش ظَهرك
بأظافر منسلة
كي تُساعد جرحك على التفتق
الوحمات المتفرقة منتصَف الظهر
التي يَصعُب علي تحديد لونها
تكتفي بلمسهَا
بينما تكف عن السؤال
عندمَا وجدتها صدفة على ساق طفلتنا الأُولى
هيَ علامات شيء مَا
ظهر فجأة ثم اختفى
فكانت رسمة الذاكِرة واضحَة
فوقَ اللحم الطازج ..
أعدتها للنشر : فوزية التدري