“أبي و القذافي” فيلم يسلط الضوء على تصفية أحد المعارضين للنظام الليبي السابق

مغربيات

تم عرض الفيلم الوثائقي “أبي و القذافي” للمخرجة جيهان. ك، صباح اليوم الثلاثاء 2 دجنبر ضمن المسابقة  الرسمية للأفلام خلال الدورة 22 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث كشف عن فظاعة الجرائم المرتكبة بحق المعارضين للنظام الليبي السابق. 

استطاعت المخرجة، وهي الابنة الصغرى لمنصور، أن تنبش في الجرح الذي حملته رفقة أسرتها لسنوات طويلة في البحث عن سر اختفاء الوالد منصور الكيخيا، أحد رموز المعارضة للزعيم السابق معمر القذافي، متنقلة بين مختلف المواقع التي عاش فيها الأب منصور في منفاه الاختياري، بفرنسا و أمريكا، حيث كان مندوبا لدى الأمم المتحدة. 

ظل الخيط الناظم للحكاية في يد الزوجة التي كانت تتحكم في مجريات الرحلة، مسلحة بكل القناعات التي تقاسمتها مع زوج ظلت وفية لمبادئه، تارة وهي تسرد الوقائع كما عاشتها على الابنة التي كانت تنصت باهتمام شديد، و تارة أثناء تصوير الأبناء الصغار و هي تحدثهم عن الأب الحاضر،الغائب. 

في كل مرة كان ينبغي أن تدق الابنة الباب لتطرح الأسئلة الحارقة، عن الوالد و كيف عاش، عن قناعاته السياسية و اختياراته، و عند كل جواب تتناسل أسئلة أخرى، بعضها ظل معلقا و بعضها استطاع رفاقه في المعارضة أن يكشفوا  بشأنها بعض الحقائق. 

من أرشيف العائلة المدجج بالصور و الفيديوهات، التي ركزت أكثر على أسرته الصغيرة، فيما كان حضوره هو في بعض الصور بابتسامة ظلت ثابتة حتى في أحلك الظروف،و  لم تفارقه، رغم كل المحن التي عاشها مع انقلاب النظام الليبي من ثورة توسم فيها الخير لليبيا إلى دكتاتورية تقمع كل الأصوات المطالبة بالحرية و الديمقراطية. 

نسجت المخرجة بمهارة كبيرة خيوط الحكاية، كما عاشتها الأسرة وهي تبحث عن الأب المفقود، الذي لم يظهر منذ 1993 حين سافر إلى القاهرة من أجل المشاركة في مؤتمر للمنظمة الدولية لحقوق الإنسان، حيث تم اختطافه من فندق بالقاهرة، إلى أن عثر على جثمانه سنة 2012، مع ثورة الربيع العربي، حيث وجدوا جثمانه إلى جانب جثامين معارضين آخرين في إحدى الضيعات، التي تعود ملكيتها لواحد من أبناء القذافي، كان يتخذها لقضاء الليالي الحمراء.

شيعت جنازته في موكب مهيب و تم دفنه، لكن الجرح ظل ينزف، لدى الابنة التي ودعته وعمرها ست سنوات ما زالت تبحث عنه في دواخلها، و لعل العمل التوثيقي الذي أنجزته يمكن أن يعوضها سنوات الغياب القسري لأب توج بطلا مرة أخرى من خلال الفيلم. 

About Post Author