نادية كوندا : لا أحب تكرار الأدوار و أحلم بمنصة مغربية لمشاهدة الأفلام
هي امرأة ليست في الظل، منذ قررت أن تبرز موهبة فريدة في التمثيل الذي دخلته بداية بأدوار، وجدها الجمهور جريئة في فيلم “عاشقة الريف” لنرجس النجار، لكنها كانت دائما و لازالت متمكنة مما تفعله. تعرف جيدا كيف تغوص في عمق الشخصيات التي تؤديها باحترافية عالية و صدق كبير. تحلم بدور غنائي راقص و بمنصة مغربية لمشاهدة الأفلام.
“مغربيات” تواصلت مع الممثلة المغربية نادية كوندا للحديث عن دورها في فيلمها الأخير “امرأة في الظل” لجمال بلمجدوب و عن طموحها و مشاريعها القادمة..
مغربيات : منذ ظهورك الأول في السينما في فيلم “عاشقة الريف” لنرجس النجار، تنبأ لك الكثيرون بمستقبل واعد رغم تحفظ البعض على “جرأة الدور“. كيف تختارين أدوارك؟
هناك الكثير من المعايير التي أعتمد عليها في اختيار الأدوار، وهي تختلف من فيلم إلى آخر. أعتمد على جودة السيناريو بالدرجة الأولى، بعد ذلك أرى ما إذا كانت لدي رغبة في الدفاع عن الشخصية التي تعرض عليّ و يُطلب مني أن ألعبها، ثم يأتي الحوار الذي يدور بيني و بين مخرج هذا الفيلم.و الذي يجب أن يكون مبنيا على الثقة فيما بيننا وأن تكون لدينا نفس الرؤية، لأن التصوير يكون طويلا جدًا، و أنا كممثلة أترك جزءًا مني في كل عمل أقوم به، لذلك من المهم أن أعرف جيدا تفاصيل العمل الذي سأشارك فيه. أنا إنسانة أعتمد على حدسي القوي، وهذا يساعدني كثيرًا في اختياراتي.
شاركت في أعمال خارج المغرب (مصر, فرنسا، الجزائر) حدثينا عن هذه التجربة وماذا أضافت لك؟
بعد هذه التجارب، فهمت جيدا لماذا نطلق على العاملين في السينما اسم “عائلة السينما“، لأننا متشابهون جدًا بغض النظر عن المكان الذي أتينا منه أو الثقافة التي ننتمي إليها. بالنسبة لي أن أكون في موقع تصوير هو قبل كل شيء تجربة لاختبار العلاقات الإنسانية. و الحقيقة أن هذه التجارب جعلتني أدرك أنني أحب العمل في بلدي وأحب أكثر من أي شيء لعب أدوار نساء مغربيات، مما مكنني من معرفة نفسي من خلالهن ، لكن عندي اليقين كذلك بأنني بحاجة إلى خوض تجارب أخرى تجعلني منفتحة على الإنتاجات الأجنبية، لأن ذلك يخرجني من المجال الذي اعتدت عليه، و يسافر بي بعيدا. أشعر أنني بحاجة إلى ذلك حتى أجدد نفسي.
ماهي الأدوار التي يمكن أن تعترضي عليها؟
في الحقيقة لا أعرف كيف أجيب على هذا السؤال، ما أعرفه هو أنني غالبا ما أرغب في تجنب التكرار. لا أحب القيام بشيء سبق و قمت به عدة مرات ، وإلا سوف أشعر بالملل. كم مرة ، عُرضت عليّ أدوار لتلك الفتاة الرومنسية التي تكون على حافة الهاوية أو تلك المتمردة … لم أعد مهتمة و لا متحمسة لمثل تلك الأدوار، أديتها بما يكفي، و الآن أنا بصدد دخول مغامرات و أدوار جديدة ومختلفة أحب لعبها و هذا يسعدني كثيرا.
هل توجد هناك أدوار أنت نادمة عليها؟
في الواقع بالعودة إلى الوراء، لا توجد هناك أدوار ندمت عليها. كنت أحيانا، في تجارب سابقة، أتساءل عما أفعله في موقع التصوير، و أتمنى في قرارة نفسي لو أنتهي من هذه التجربة. لكن ذلك لم يكن أبدا بسبب الدور، فالشخصية التي أختارها بعد تفكير لا علاقة لها بما كنت أشعر به .. كان ذلك أساسًا لأسباب تتعلق بجودة الإنتاج أو لأسباب أخرى.
في أكثر من مناسبة صرحت بأنك ترغبين في خوض تجربة الإخراج؟ لماذا الإخراج؟
في الحقيقة الرغبة في الإخراج و الكتابة كانت عندي تماما مثل الرغبة في التمثيل. لكن التمثيل جرفني و بقيت اتنقل من دور إلى دور ..عندما أنهيت دراستي في السينما لم أشأ أن أحرق المراحل، حيث أنني أكتب في الآونة الأخيرة وأظن أنني في حاجة لهذه التجربة أولا قبل أن أخوض في الإخراج . لدي الكثير من الأفكار التي تشغلني و لازلت لم أقرر بعد. عندما أستقر على واحدة منها، آنذاك يمكنني أن أدخل في هذه التجربة.
كيف ترين السينما المغربية اليوم؟
أحب السينما المغربية وأعتقد أن هناك العديد ممن يشاركني في هذا الرأي. للأسف دور السينما أصبحت نادرة ولدينا فرصة أقل لمشاهدة الأفلام التي تم إنتاجها، اللهم إذا ذهبنا إلى المهرجانات.. وهناك العديد من الشباب الذين أبانوا عن علو كعبهم و أظهروا مواهبهم بشكل ملفت من خلال السينما و فازوا بجوائز مرموقة. في الحقيقة أنا أؤمن كثيرا بالسينما المغربية. و أتمنى أن يكون هناك المزيد من العروض الترويجية ، كما أنني أحلم بمنصة مغربية تكون بالمقابل، حيث يمكننا مشاهدة جميع الأفلام المغربية الُمنتَجة حتى الآن. هناك أفلام قمت بتصويرها منذ أكثر من 3 سنوات ولم تتح لي الفرصة لمشاهدتها حتى الآن، للأسف أعرف أنه قد يستغرق إطلاقها وقتًا طويلاً !!
بحسب دراسة أنجزها الكاتب و الناقد السينمائي المغربي حسن نرايس، فإن 8% من المخرجين المغاربة نساء، ومع ذلك يمثلن 40% من الجوائز المحصل عليها دوليا؟ بم تفسرين هذا الأمر؟
أظن أن المخرجات السينمائيات استطعن أن يأتين بأفكار جديدة ، بنظرة مختلفة للعالم، نظرة أنثوية و لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهن سقطن في الليونة؛ هذا يجعلني أفكر في المخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو التي فازت بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي لهذا العام.
ثم هناك أيضًا الجمهور النسائي المتواجد دائما والمتعطش لسينما نسائية بنظرة مختلفة و التي تجعلهن يتعرفن على أنفسهن من خلالها، مثل “مارفيل” السينمائي مع البطلات الخارقات، و الحقيقة أنني بدأت أشاهد “مارفيل” منذ اقتحمتها النساء، ومجرد التفكير بأن الإخراج نسائي، فذلك يدفعني أكثر للذهاب لرؤيتها..
لعبت دورا مميزا في الفيلم الأخير “امرأة في الظل” للمخرج جمال بلمجدوب. كيف كانت هذه التجربة خاصة و أن الدور كان مركبا، باعتبار أن البطلة “سارة” كانت تمر من ظروف نفسية صعبة و معقدة؟
يمر معظم الأشخاص المصابين بأمراض عقلية بفترات هادئة عندما يتناولون الأدوية. في هذا الدور تحديدا قررت ألا أبرز محنة البطلة النفسية من خلال التعبيرات الجسدية الخارجية، بل ركزت أكثر على الأفعال و التصرفات. إننا غالبًا ما نصادف أشخاصًا يتألمون، لكنهم يوهموننا بأنهم لا يعانون من شيء، بحيث لا يبدو عليهم أي نوع من أنواع المعاناة. بالنسبة لشخصية “سارة” التي شخصتها في الفيلم ، كان كل شيء يبدو على ما يرام. لديها حياة طبيعية وهادئة، إلا أنه مع توالي الأحداث سيأخذ الجمهور الوقت الكافي ليكتشف من خلال تتبعها في حياتها اليومية داخل منزلها بأنها ليست على ما يرام. بصرف النظر عن صعوبة تصوير بعض المشاهد العاطفية والشكوك التي راودتني في بعض الأيام من التصوير ، كان من دواعي سروري الشديد أن ألعب وراء الكواليس مشاهد من التشويق والرعب مع زميلي يونس بواب و تحت إدارة المخرج جمال بلمجدوب.
لعبت في أكثر من عمل مع يونس بواب. كيف تجدين أدوارك بجانبه؟
كنت من المعجبين بما يؤديه من أدوار، حتى قبل أن أعمل معه لأول مرة في سلسلة ” ألف ليلة و ليلة” على “ميدي 1 تي في” في سنة 2014. أشعر بسعادة كلما رأيته بموقع التصوير، على الرغم من أن هذا نادرًا ما يحدث. في الواقع لم نعمل معًا في الكثير من الأعمال، ربما 3 مرات تقريبا في كل الأعمال التي اجتمعنا فيها، و كلها مثلنا فيها دور زوجين.
من هو المخرج الذي ترتاحين للاشتغال معه؟
جمال بلمجدوب هو أحد المخرجين الذين وجدت العمل معهم متعة حقيقية ، في الواقع هو رجل ينصت جيدا لما يقوله الممثلون، كما أنه مرن في تعامله، ويتمتع بهدوء يجعلك تشعر بالراحة و الطمأنينة. في الحقيقة إذا رأيتني أعمل مع مخرج أو مخرجة أكثر من مرة ، فذلك يعني أنني مرتاحة للعمل معه أو معها.
ماهي الأدوار التي تطمحين للعبها و لم تتح لك الفرصة بعد؟
كم أحب أن ألعب دورا في مسرحية موسيقية راقصة، هذا ما أحلم به و أحبه. لطالما أحببت الغناء و العمل مع مدرب، أو المشاركة في مسرحيات راقصة.
عندما كنت أصغر سنًا كنت أحلم بالذهاب إلى مدرسة فنية متخصصة في الرقص والغناء والمسرح. لكن للأسف هذه المدارس نادرة جدا.