مهنيو الصحة يدعون إلى إدماج المريض في صنع القرار الصحي

و.م.ع

سلطت ندوة نظمت، أمس الجمعة بالرباط، الضوء حول أهمية إدماج المريض، باعتباره فاعلا مؤثرا، في اتخاذ القرار الصحي، وذلك بمناسبة انعقاد المؤتمر الوطني العاشر حول اقتصاديات الدواء و علم و بائياته .

  ويهدف هذا اللقاء، الذي تنظمه الجمعية المغربية لاقتصاديات المنتجات الصحية (SMEPS)، تحت إشراف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إلى إبراز  الأهمية المركزية لصوت المريض وتجربته الفريدة في تحسين الرعاية الصحية وخلق حوار بناء بين المرضى ومهنيي الصحة وصناع القرار وغيرهم من الفاعلين في هذا المجال.

  وفي هذا السياق ،أكد رئيس الجمعية سمير أحيد، في كلمته خلال افتتاح هذا المؤتمر المنعقد تحت شعار “مكانة صوت المريض في النظم الصحية “، أن تطوير وتنفيذ السياسات الصحية يجب أن يتضمن بشكل منهجي وجهات نظر المرضى، بحيث تؤخذ أصواتهم بعين الاعتبار عند التخطيط وتقديم الخدمات الصحية”.

  وأشار إلى أنه في غضون السنوات الأخيرة، لوحظ تحول كبير فيما يخص عملية اتخاذ القرار في المجال الصحي، لافتا إلى ” أننا اليوم نشهد نقلة نوعية، حيث أصبح  دور المريض وتجربته الفريدة مع المرض والرعاية الصحية تحظى باهتمام أكبر “.

  وأشار إلى أن إدماج صوت المريض في النظام الصحي هو مجال متنام ويتسم بتقدم ملحوظ وتحديات خاصة، مؤكدا أن المرضى، الموزعين بين جمعيات واتحادات، أصبحوا محاورين مميزين مع الدوائر الحكومية والفاعلين في مجال التنمية الاجتماعية.

  وأبرز السيد أحيد، أنه من أجل تطوير عملية صنع القرار الصحي، من المهم أن يضطلع ممثلو المرضى بدور مركزي، مشددًا في هذا الصدد على ضرورة العمل على تعزيز القدرات المؤسسية لإنشاء آليات رسمية لمشاركة المرضى، مثل المجالس الاستشارية داخل المستشفيات ولجان تقييم المنتجات الصحية.

  وسجل بالمقابل وجود تحديات تتعلق على الخصوص بالتشريعات والسياسات الصحية التي يتعين تكييفها لدعم مشاركة المرضى وإضفاء الطابع الرسمي عليها، مؤكدا على أهمية اتخاذ إجراءات ملموسة حتى يتم الاعتراف قانونيًا بصوت المرضى في اللجان الاستشارية وفي قرارات سداد تكاليف العلاج.

  وذكر بأن المغرب اتخذ خطوة مهمة عبر إصلاح الحماية الاجتماعية، بما في ذلك تعميم التأمين الصحي الإلزامي على جميع المواطنين المغاربة وإصلاح النظام الصحي الوطني.

  وتابع رئيس الجمعية أن هذه الإجراءات، التي تروم تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية بالمملكة، تمثل فرصة لدمج آليات جديدة لدعم القرار من خلال إشراك المريض وأخذ صوته بعين الاعتبار.

  وتميزت هذه التظاهرة المنعقدة على مدى يومين، والمنظمة بشراكة مع “ISPOR Maghreb CHAPTER ، وفريق البحث في علم وبائيات الدواء واقتصاديات الدواء، بمشاركة خبراء وطنيين ودوليين من 15 دولة، بالإضافة إلى ممثلين عن العديد من الإدارات المشتركة بين الوزارات والجمعيات العلمية وجمعيات المرضى.

About Post Author