مهرجان مراكش للكتاب الإنجليزي… الكاتبة البريطانية فيونا فالبي تستعرض تجربتها مع الكتابة
مغربيات
ذكرت الكاتبة البريطانية فيونا فالبي، التي حلت ضيفة على مهرجان مراكش للكتاب الإنجليزي في نسخته الثانية، مساء اليوم الأحد 19 يناير الجاري بدار الباشا، بأن علاقتها بالكتابة أشبه بالحلم، حيث تعتقد أنها لازالت في حلم، رغم أن أعمالها الروائية ترجمت لأزيد من ثلاثين لغة.
وقالت “رغم أن أعمالي ترجمت لأكثر من 30 لغة، إلا أنه يتملكني إحساس حقيقي بكوني حالمة. إنه نوع من الشعور بعدم الواقعية، ولكنه شعور جميل يجعلني أقوم دائما بتذكير نفسي بأن هذا ليس كافيا…”
عن رحلتها مع الكتابة، حيث بدأت بكتابة الروايات الخيالية قبل أن تنتقل إلى الروايات التاريخية، أوضحت أن ذلك شكل تغييرا كبيرا في حياتها، لافتة إلى أنها كانت تعيش حياة بسيطة نوعا ما، بدون مسار وظيفي محدد، لدرجة أن أبناءها كانوا دائما يتساءلون عما تفعله بشهادة في الجغرافيا؟”
تقول ” عندما وصل أبنائي إلى المرحلة التي هم فيها الآن، وكنت دائما أما عاملة بدوام كامل، إذ كانت تلك هي أولوياتي، كنت قارئة منذ طفولتي المبكرة، لذا،كانت الكتب دائما جزءا كبيرا من حياتي. ومع ذلك، لم أشعر أبدا برغبة في الكتابة، رغم أنني كنت أفكر أحيانًا كلما قرأت شيئا أعجبني “أتمنى لو كنت قد كتبت هذا”، وكان ذلك يحدث معي كلما أنهيت كتابًا أو كنت في منتصف كتاب آخر.
وتابعت ” كانت هناك تلك اللحظات الصغيرة، حيث تشعر بشيء يجذبك بعمق، ويمكنك أن تتأثر بشيء كتبه المؤلف، كما أنك تحب الطريقة التي صاغ بها فكرته. إنك كقارئ تشعر وكأنها تلامس شيئا عميقا بداخلك وتفهمها، و الحقيقة أنني لم أعش تلك المشاعر و اللحظات إلا عندما انتقلنا إلى فرنسا قادمين إليها من اسكتلندا، حيث كنت أعيش، قبل أن أعود إلى اسكتلندا مرة أخرى”.
و ذكرت أنها رفقة زوجها قاما برحلة كبيرة إلى فرنسا، آنذاك، واشتريا مزرعة قديمة جدا في وسط الريف الفرنسي، ولم يسألا حتى عن الأحلام التي كانت لديهما و هما يعملان على تجديدها، إلى أن وجدت نفسها في مكان تملك فيه الوقت، كما تملك الإلهام لبدء الكتابة.
و أكدت أن تلك هي العوامل التي كانت تدفعها للكتابة، حيث ذكرت “بدأت بكتابة الروايات المعاصرة، وكنت محظوظة بما يكفي، بعد الكفاح و البحث المعتاد الذي يخبره جميع الكتاب المبتدئين، أن أجد ناشرا ينشر روايتي الأولى، و بالفعل تم ذلك وحققت نجاحا جيدا، لتتوالى الأعمال بعد ذلك و كانت رواياتي الأولى خفيفة نوعا ما، وتتناول موضوعات معاصرة تماما”..
و عن تجربتها مع الكتابة بعد الانتقال للعيش في فرنسا، أشارت إلى أنها خلال ذلك الوقت بدأت تتعرف تدريجيا على المجتمع الذي انتقلت إليه، وكان المنزل الذي اشترته هي و زوجها يقع تماما على ما كان يُعرف بخط الفصل بين فرنسا المحتلة وغير المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية، و لأنه حيثما وُجِد خط فاصل على الخريطة، هناك دائما توجد قصص، فقد كانت الحكايات في انتظارها.
ومع مرور الوقت، تضيف، “بدأت أتعرف على جيراني، وكنا في منطقة صناعة النبيذ في مدينة بوردو، وهو أمر رائع، بدأ الأصدقاء الفرنسيون الذين كونت علاقات معهم يفتحون قلوبهم لي، و من خلال أحاديثنا على مدار أمسيات و مع كؤوس من النبيذ، بدأت أسمع قصصا عن سنوات الحرب التي كنت مهتمة بها حقا”. .
و لفتت إلى أن أكثر القصص التي شغلتها تلك المرتبطة بالمقاومة و الشجاعة، فضلا عن الفظائع التي حدثت في تلك الفترة، حيث بدأت تتسلل إلى وعيها و تبعث فيها الرغبة في كتابتها حتى لا يطويها النسيان،. حينها فكرت جديا “هذه القصص يجب أن تُروى.”
و لأن هؤلاء الناس لن يكونوا موجودين لفترة طويلة لرواية قصصهم شفاهيا، و أحيانا تكون القصص قد انتقلت بالفعل إلى الجيل التالي، ارتأت أن تدونها وهو ما شكل دافعا قويا للكتابة لديها.
و أسدل الستار عن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإنجليزي، مساء اليوم الأحد 19 يناير 2025، بعد ثلاثة أيام متواصلة من النقاش، حيث عرفت هذه التظاهرة الثقافية حضور أدباء مغاربة يكتبون باللغة الإنجليزية، وأدباء أجانب أنجلوفونيين لهم أعمال فكرية أو أدبية مستوحاة من مراكش أو المغرب أو العالم العربي، من بينهم الكاتبة البريطانية فيونا فالبي بروايتها “حكواتي الدار البيضاء” و الكاتبة المغربية المقيمة بأمريكا ليلى العلمي التي سبق لروايتها “حكاية مغربي” أن بلغت القائمة القصيرة لجائزة “بوليتزر” العالمية المرموقة، والبريطانية أميرا بينيسون مؤلفة كتاب “الإمبراطوريتان المرابطية والموحدية”، ودجين دجونسون صاحبة رواية “زوجة السلطان”، إلى جانب الكاتبة الهندية بانيت باندال، والكاتبة الإيرانية مردوخت أميني، والروائي المغربي فؤاد العروي.