مهرجان خريبكة يسلط الضوء على الاغتصاب الزوجي و تصوير الحياة الخاصة

مغربيات
تتواصل فعاليات الدورة 25 المهرجان الدولي للسينما الأفريقية من خلال تناول قضايا العنف و التمييز ضد النساء و انعدام المساواة داخل المجتمعات الأفريقية، وهو ما فتح نقاشا واسعا حول هذه القضايا و أهمية معالجتها سينمائيا، و كذلك أثناء فقرات مناقشة الأفلام المعروضة و التي تدخل في المسابقة الرسمية للمهرجان.
و كان للجمهور موعد مع عروض سينمائية قوية، و تناولت الأفلام المشاركة، سواء القصيرة أو الطويلة قضايا إنسانية تنبض بالحياة، و تسلط الضوء على الأسئلة الحارقة للمجتمعات الإفرقية، مثل العنف ضد النساء و الاغتصاب الزوجي و التحرر من قيود المجتمع الذكوري و تحقيق الذات، و إنجاب الإناث و غيرها من القضايا التي ما تزال تشغل هذه المجتمعات.
“هذا يكفي “ و الاغتصاب الزوجي
وحظي فيلم ” يهذا كفي هذا” للمخرجة البوركينية أليماتا كيدراوغو و الذي يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بنقاش واسع وسط جمهور المهرجان، حيث سلط هذا الفيلم الضوء على أحد التابوهات في المجتمعات الأفريقية و غيرها وهو قضية الاغتصاب الزوجي.
و قالت مخرجة الفيلم، خلال المناقشة التي تلت عرض الفيلم صباح أمس الخميس ، إن هذه القضية لازالت تعد من التابوهات و المسكوت عنه في المجتمع البوركيني، و لا شك في في عدد من مجتمعاتنا الأغريقية، حيث يطلب من المرأة أن تتكتم على الحياة الحميمية مع الزوج رغم ما يطبعها من عنف يصل أحيانا حد الاغتصاب.
و أضافت بالقول :نحن في حاجة لتربية جنسية لأطفالنا منذ المراحل الأولى من حياتهم للحد من العنف الجنسي الذي يمارس أحيانا على الزوجات من طرف الأزواج، حيث تبقى المقاربة الأمنية و القانونية غير كافية لحماية النساء من العنف، سواء داخل بيت الزوجية أو خارجه.
وبشأن وجود قوانين تحمي النساء من العنف، أكدت ألا وجود لقانون يحمي النساء من العنف، وهو ما ذهب إليه الفيلم، حيث لم تنصف الزوجة أمام القضاء حين تقدمت بشكوى ضد زوجها، بل إن القاضي نفسه طلب منها أن تعطي لحياتهما الزوجية فرصة ثانية بدل الذهاب إلى الطلاق، خاصة في وجود أطفال، وهو ما دفع الزوجة “مانويلا” إلى أن تستسلم و تعود من جديد لزوج مريض يغتصبها بشكل متكرر.
و ينتهي الفيلم بشكل مأساوي، حيث تبدأ الزوجة بالصراخ داخل غرفة النوم، ثم يندفع الابن “نواه” بقوة نحو الغرفة، يطرف الباب بعنف ثم يفتح الدولاب و يخرج مسدسا كان قد وجده في أغراض أبيه، و بمجرد ما يفتح الأب الباب يطلق رصاصة مدوية نحو والده فينتهي الفيلم.
“ممنوع التوقف أو الانتظار“ و تصوير الحياة الخاصة
بنفس الإيقاع و الراهنية في بعض الظواهر الإنسانية التي انتشرت في مجتمعاتنا التي اكتسحتها التكنولوجيا الحديثة ، يطرح الفيلم القصير المصري ” “ممنوع التوقف أو الانتظار” للمخرج المصري عمرو محمد كوداع مسألة تصوير الحياة الخاصة للأشخاص و نشرها عبر المنصات الاجتماعية كنوع من التشهير و إلحاق الفضيحة.
تدور تفاصيل الفيلم حول عاشقين يتبادلان العناق داخل سيارتهما الخاصة، فيتوجه صوبهما حارس موقف السيارات و يطلب من السائق أن يخلي المكان، فيرفض هذا الأخير معلنا أن الأمر يتعلق بحرية شخصية و أنه في مكان عام، و لا حق لأحد أن يطلب منه شيئا مماثلا، ثم يقبل صديقته، فيتفاجأ بأن الحارس قام بتصوريهما بهاتفه المحمول، و يبدأ هذا الأخير بتهديدهما بأنه التقط لهما فيديو يوثق لفعلهما الفاضح، يتجمهر بعض المارة و تبدأ معركة بين الإثنين، يتدخل رجل أمن، ثم يعلن الحارس أنه قام بنشر الفيديو عبر تطبيق “تيك توك” و أن مصر كلها ستتفرج على الفيديو فينتهي الفيلم بأن يغمى على الفتاة.
و قال المخرج محمد كوداع أثناء الندوة الصحفية التي نظمت على هامش المهرجان، صباح أمس الخميس، إن اقتحام الحياة الخاصة شكلت دوما موضوعا مقلقا بالنسبة له، و أن الفيلم كان يسير في اتجاه آخر، حيث ستنتقل المواجهة بين الطرفين : الضحيتان و المصور إلى دائرة الأمن، لكنه وجد أن ذلك سيدخل الفيلم في متاهات أخرى لن تسلم من الرقابة، فتم حذف هذا الجزء من الفيلم و تم الاكتفاء بالجزء الأول فقط، فاسحا المجال للجمهور حرية التأويل و طرح الحلول الممكنة.