بالفيديو .. مراكشيات يحيين موسم “تقطير الزهر” في نسخته 11

مغربيات

انطلقت، أمس السبت 11 مارس الجاري، فعاليات الدورة 11 لموسم “تقطير الزهر” أو زهرية مراكش بمقر جمعية “منية” لصيانة التراث . هو تقليد سنوي دأبت عليه الأسر المراكشية عند حلول فصل الربيع، حيث حافظت عليه النساء و توارثته الأجيال. 

وقال جعفر الكنسوسي رئيس جمعية “منية مراكش” ل”مغربيات” إن ما يميز هذه الدورة هو أن هذا الموروث دخل إلى قائمة التراث الوطني المغربي و لدى منظمة الإسيسكو كتراث إسلامي منذ يوليوز  المنصرم.

و أضاف أن هذا التقليد الذي حافظت عليه النساء لقرون من الاندثار، أصبح اليوم محط اهتمام العديد من الخبراء و الأكاديميين و الباحثين و الصيادلة و العطوريين و التجار.

كما أكد أن جمعية “منية مراكش لصيانة التراث” عملت على توسيع دائرة المهتمين به، و لفتت انتباه مسؤولي المدينة وهيئات المجتمع المدني له، و ذلك بابتكار هندسة ثقافية مجددة، أدخلت العنصر لمعلمي و الحرفي و الأدبي و الموسيقي، كما عملت منذ أزيد من عقد من الزمن على ترسيم زهرية مراكش كتراث حي ليصبح موسما سنويا قارا تحتفل به المدينة و يضمن لها مقاما ثقافيا جديدا يسهم في إشعاعها الحضاري و الاقتصادي. 

و تعتبر مراسيم التقطير مناسبة حضارية تتوفر على قدرات هائلة لإعادة إنتاج اللحمة الاجتماعية بين الناس داخل الأسر و بين ساكنة المدينة، كما تعزز الشعور بالانتماء لهاته الثقافة. 

من جهتها ذكرت مليكة عبادي  المشرفة على عملية التقطير التي جرت أطوارها بمقر جمعية “منية لصيانة التراث” أن نساء مدينة مراكش و بعض الحواضر الأخرى كفاس و مكناس و تطوان وغيرها من المدن العريقة يقبلن على عملية التقطير، سواء داخل المنازل أو التعاونيات، بعد ظهور زهر النارنج في شهر مارس على الأشجار، وقد يدوم الزهر في المدينة لأربعة أسابيع متتالية أو يزيد. 

وعن توارث هذا التقليد السنوي أوضحت أن ربات البيوت داخل الأسر المراكشية يحرصن على صيانة هذا الموروث الثقافي و الحضاري من خلال نقله للأجيال اللاحقة، حيث يقتضي تقطير الزهر إلماما بفن العيش المغربي و نقل المهارات المتوارثة عبر تلقين الأبناء أصول الصنعة.

وتبدأ مراسيم التقطير بالصلاة على النبي (ص)، تتلوها زغاريد النساء قبل الشروع في عملية التقطير التي تتطلب ساعات من الصبر ، في أجواء تتسم بالاحتفالية.

و يتضمن برنامج “زهرية مراكش”، الذي يمتد إلى غاية 21 مارس الجاري فقرات متنوعة تتوزع بين مراسيم التقطير التي ستجرى في فضاءات تاريخية مختلفة، بالإضافة إلى ندوة حول ” عمل الخطاط السيخ محمد بن القاسم القندوسي” و وصلات موسيقية يحييها الفنان محمد باجدوب في الطرف الأندلسي.  

ميلكة عبادي المشرفة على عملية التقطير

About Post Author