لينا مغربية تصل إلى أعلى قمة أفريقية “كلمينجارو”و تحلم ببلوغ “إفرست”
مغربيات
لينا أبو المراء مهندسة مغربية من الرباط تبلغ من العمر 25 سنة، وصلت خلال رحلتها الأخيرة، قبل خمسة أيام، إلى القمة الجبلية “كلمنجارو“بتنزانيا، لتحقق بذلك حلما ظل يراودها منذ وقت طويل، وتحديدا منذ سكنها الشغف بتسلق الجبال، وهي رياضة بدأتها في سن صغير، بفضل والدها حيث كانت ترافقه خلال رحلات إلى العديد من القمم الجبلية بالمغرب. تحلم لينا بالوصول إلى “إفرست“ مستقبلا وهي أعلى قمة جبلية بالعالم.
“مغربيات“ تواصلت مع لينا أبو المراء المهندسة المعمارية لتحدثنا عن هذه المغامرة الجملية و عن شغفها برياضة تسلق الجبال و عن حلمها القادم..
“مغربيات“ : حدثينا عن ظروف هذه الرحلة و كيف كانت و كم امتدت؟
منذ شهور و أنا أستعد لتحقيق حلم كان يراودها منذ زمن، إلا أن ظروف الجائحة التي عرفها لعالم أجلته لسنتين، قبل أن يتحقق قبل أيام، و أعود منتشية من آخر رحلة قادتني إلى أعلى قمة جبلية بأفريقيا “كلمنجارو“ بتنزانيا. أمضينا، أنا الفريق المرافق لي، أربعة أيام خلال هذهالرحلة المشوقة؛ ثلاثة أيام قضيناها في الصعود إلى الجبل، و خلال اليوم الرابع و الأخير بدأنا بالصعود إلى القمة في حوالي الثانية عشرة ليلا، و بلغناها في حدود السابعة صباحا. كانت لحظات جميلة و مؤثرة لا تنسى.
كيف كانت ظروف التنقل إلى غاية تنزانيا؟
استقللت الطائرة المتوجهة بداية إلى مطار الدوحة (قطر)، ثم من هناك أخذت الطائرة إلى مطار “كلمنجارو“. هذه كانت الوسيلة الوحيدة للتوجه إلى هناك، حيث لا توجد رحلات مباشرة من المغرب إلى “كلمنجارو“.
هل كان هناك سياح آخرون بالمنطقة؟
نعم كان هناك العديد من السياح بالجبل من مختلف الجنسيات، خاصة العربية مثل الأردن و سلطنة عمان و المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى سياح من أوروبا مثل سويسرا و انجلترا ومن أمريكا كذلك.
متى بدأ شغفك برياضة تسلق الجبال؟
منذ كان عمري 12 سنة و أنا أرافق والدي في رحلات إلى قمم جبلية بالمغرب. كانت أولها قمة جبل “مكون“ التي تعتبر من أصعب القمم الجبلية في المغرب. بعد ذلك أصبحتُ، كلما سنحت لي الفرصة، وخلال أيام عطل نهاية الأسبوع، أتوجه لقمم جبلية لممارسة هوايتي المفضلة و هي الصعود إلى القمم الجبلية، انطلاقا من المغرب، ثم انتقلت إلى التفكير في قمم عالمية.
كيف كان شعورك و أنت تصعدين القمة؟
في البداية انتابتني حالة من الخوف ككل المتسلقين، خاصة عندما بلغت علو 300 متر. لم أكن أعرف هل سأتمكن من الوصول، خاصة مع ما يعرف le mal de l ’altitude” “، لكني تمكنت ولله الحمد من تجاوزه، وهو ما شجعني على التفكير في مغامرات أخرى و التوجه نحو قمم أكثر ارتفاعا.
ما الذي تتطلبه هذه الرياضة الشاقة؟
يجب على المتسلق أن يتمتع بلياقة بدنية عالية، لأن هذه الرياضة تتطلب التدريب المكثف و المستمر، فبالنسبة لي قبل أن أمارس رياضة التسلق، فإنني كنت أشارك في سلسلة من “الماراثون“ لتقوية عضلات القلب و تحسين عملية التنفس و كذا تقوية العضلات، و الحفاظ على صحة المفاصل، حيث لا يقتصر الأمر على ممارسة التسلق بشكل مستقل عن هذه التمرينات. هذا بالنسبة للصحة الجسدية ثم هناك الصحة النفسية كذلك، لأن الأمر يتطلب صبرا و مجهودا نفسيا لمواجهة رهبة الارتفاع و الخوف من الخطر و الفشل.
ما الذي منحته لك هذه الرياضة في المقابل؟
أشياء كثيرة من أهمها أنها أكسبتني الثقة في النفس، بعيدا عن التهور و الاندفاع. علمتني أن أحافظ على الحياة كقيمة مهمة و أن أتجنب الخطر و ألا أغتر حتى و إن كانت لي قدرات خارقة، فالطبعية تعلمك أنك صغير أمامها، كما علمتني الصبر و أن بلوغ أي هدف كيفما كان يتطلب مجهودا ووقتا لبلوغه.
ماهي القمة التي تحلمين مستقبلا ببلوغها؟
طبعا قمة “إفرست” باعتبارها أعلى قمة جبلية في العالم. لكن قبل ذلك يجب أن أبلغ قمم أخرى أقل ارتفاعا كنوع من التمرين قبل تحقيق حلمي الكبير “إفرست“. أتمنى أن تتاح لي الفرصة للصعود لجبل “إلبروس“ بروسيا . أفكر في خوض هذه المغامرة خلال صيف السنة القادمة إن شاء الله، لكن في ظل الأزمة الحالية “روسيا – أوكرانيا” و حيث الحدود مغلقة فإننا لا نعرف متى تنتهي هذه الأزمة و ما إذا كانت الظروف ستكون مواتية لذلك.
بعد بلوغ قمة “إفرست“ هل ستواصلين مغامراتك في هذه الرياضة، أم ستكون محطتك الأخيرة؟
لا يمكنني أن أوقف هذه الرياضة، لأنها تسكنني منذ مرحلة مبكرة من حياتي، حتى و إن بلغت “إفرست“ فإنني سأواصل ممارسة هذه الرياضة.