سعيدة الوادي ل”مغربيات” : عزيز أخنوش رجل أعمال ناجح، لكن لا علاقة له بالسياسة
أجرت الحوار : ليلى جباري
تعتبر سعيدة الوادي واحدة من الأصوات المتميزة في تاريخ الحركة النسائية بمراكش والمغرب.
في إطار مواكبة الاحتفاء باليوم العالمي للنساء الذي يصادف الثامن من مارس، “مغربيات” التقت سعيدة الوادي رئيسة الفرع المحلي لاتحاد العمل النسائي بمراكش و أجرت معها الحوار التالي ..
مغربيات : بداية هل يمكنك ان تتحدثي لنا حول مسارك الشخصي وعلاقتك باتحاد العمل النسائي وعن بداياتك مع الاتحاد
شكرا لمجلة “مغربيات” على الاستضافة، وشكرا لطاقمها النسائي كاملا، في الحقيقة انطلقت تجربتنا في العمل النسائي كجمعوية وفاعلة حقوقية مع جمعية الحمراء بمدينة مراكش، بعد ذلك انخرطنا في تجربة جريدة 8 مارس كمشروع تابع للقطاع النسائي لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي وذلك سنة 1983 وهي تجربة جريدة 8 مارس، وبنفس الفريق النسوي المناضل سننخرط جميعا في تجربة تأسيس اتحاد العمل النسائي الذي لا زلنا نشتغل داخله بنفس الإيمان والإصرار.
ما هي الأهداف التي يشتغل لأجلها الاتحاد، وما خططه وبرامجه لخدمة المرأة المغربية؟
منذ تأسيس الاتحاد وإلى اليوم نشتغل داخله بهدف الدفاع على حقوق النساء، والقضاء على كافة أشكال التمييز ضدهن، وملائمة القوانين الوطنية مع الاتفاقيات والبروتوكلات الدولية، ثم محاربة كافة أشكال العنف ضد المرأة.
هذه القيم التي اشتغلنا عليها بداية منها ما تحقق ومنها مازال موضوع ترافع ودفاع، خاصة ما يهم مقاربة النوع الذي لازالنا نطمح فيه لتحقيق مزيد من المكاسب.
كما نهدف أيضا إلى الترافع من أجل بناء مؤسسات وقوانين تحمي النساء وعلى رأسها وزارة تعنى بشؤون النساء، والتي مع كامل الأسف نرى داخل الاتحاد أنها لا زالت لم تنزل بالشكل الذي بمقدوره الدفاع الحقيقي على حقوق المرأة وتحصين المكتسبات الحقوقية، خاصة في فترة استوزار السيدة باسمة الحقاوي التي لم تكن بقدر تطلعات الحركات النسائية في وقت كانت انتظاراتنا عالية منها ومن وزارتها.
ما هي العوائق التي تعترض عملكن داخل الاتحاد، وكيف تتغلبون عليها؟
كأي حركة نسائية تواجهنا جملة من الصعوبات، أهمها الإشكالات المادية، وعوائق تمويل البرامج والأنشطة التي يسعى الاتحاد إلى الاشتغال إليها، كما يواجه فرعنا المحلي مشاكل متعلقة بالفضاءات التي تمكننا من إقامة أنشطتنا، فعلى الرغم من أننا نتوفر على مقر حيث تستفيد النساء من تكوينات في الحلاقة والمعلوميات والطبخ، لكنه مقر غير قادر على استيعاب الأنشطة والندوات التي نقوم بها، مما يضطرنا إلى اللجوء لقاعات تابعة لمؤسسات أخرى أو مجالس منتخبة وهو ما يتطلب مقابلا ماديا لا يتوفر الاتحاد على منح أو ميزانيات خاصة لتغطيته، مما لا يشجع العمل الجمعوي والحقوقي الجاد ويقف عائقا أمام تقدم أنشطتنا الميدانية والفكرية التي نقوم بها خدمة للمرأة المغربية، وهو أيضا ما لا نستطيع التغلب عليه إلا بالمجهودات الذاتية لمناضلات اتحاد العمل النسائي اللواتي لا يدخرن جهدا في تقديم الدعم المادي المستمر لأنشطة الاتحاد ومشاريعه.
كيف تقيمون المجهودات التي تقوم بها الدولة لخدمة قضايا المرأة؟
أرى أن خطابات صاحب الجلالة في هذا الباب متقدمة جدا إذا ما قورن بما تحققه الحكومات المتعاقبة، كما نسجل انفتاحا كبيرا على قضايا المرأة وإن كان أثره محتشما لكنه يبقى موجودا وينبغي تشجيعه، مع التأكيد على غياب الإرادة السياسية الفعلية على تنزيل الرؤى والفلسفة المنفتحة جدا لصاحب الجلالة، حيث مع كامل الأسف لا تحضر المرأة في النقاش العمومي إلا في المناسبات الوطنية أو الأممية المتعلقة بها كاليوم الأممي للمرأة، وهو ما يدفعنا للتأكيد مرة أخرى على ضرورة التحرك والعمل الفعلي لأجل المرأة وحقوقها خاصة نساء البادية اللواتي لا يتمتعن بحقوقهن لا من حيث الصحة ولا من حيث التعليم ما يستوجب الدفع بسياسات عمومية حقيقية وفعلية خدمة للمرأة وقضاياها وهواجسها.
يعرف المغرب نقاشا كبيرا حول مراجعة مقتضيات مدونة الأسرة، ما هو موقفكم داخل الاتحاد من هذا النقاش؟
في الحقيقة يشكل هذا النقاش ورشا مهما يشتغل عليه الاتحاد ويعتبر نفسه طرفا فاعلا في هذا النقاش بمعية الحركة النسائية بالمغرب، حيث نشتغل الآن على الحملة الوطنية الثانية من أجل تغيير لمدونة الأشرة تغييرا يتجاوز الثغرات التي تنتهك حقوق المرأة، كزواج القاصرات والولاية والنفقة والعنف ضد النساء وغيرها من القضايا التي تشكل هاجسا يوميا للحركة النسائية بالمغرب، كما يستوجب تحيينا عاجلا يحمي المرأة على مستوى النص القانوني وعلى مستوى الإجراء المسطري الذي يمكن المرأة من حماية حقوقها وإثبات العنف الذي تعرضت له أو الاستفادة من حقوقها الاجتماعية وتعويضاتها كمطلقة مثلاً أو امرأة معنفة.
على المستوى الشخصي كيف توفقين بين انشغالاتك اليومية وبين الوقت الذي تخصصينه لاتحاد العمل النسائي؟
في الحقيقة عندما تكون القناعة راسخة بالعمل الذي نقوم به، فإننا نرتب أوقاتنا حسب ما تمليه علينا ظروفنا، والمرأة بصفة عامة، تقوم بعمل مزدوج، خارج البيت وداخله، فهي بطبيعتها وكفاءتها وتضحيتها قادرة على التوفيق بين عملها داخل البيت وخارجه، والمرأة قادرة على تسيير حكومة مع قدرتها على تسيير بيتها في نفس الآن، خاصة مع إيمانها بما تقوم به.
رغبتنا في رؤية مجتمع تتمتع فيه المرأة بحرية التعليم وحرية العمل وحرية التحزب والعمل المجتمعي يجعلنا قادرين على التوفيق بين عمل البيت والعمل الجمعوي، ففي وقت من الأوقات كانت تلتقي في يومي مهمتي كجمعوية مع مهمتي كسيدة بيت بالإضافة لعملي في قطاع التعليم وأنشطتي الحزبية، وبالتالي فالمرأة ليست قاصرا حتى نستخسر عليها قدرتها على التوفيق بين مهام عديدة لأنها مدبرة بطبعها وقادرة على التوفيق بشكل دقيق جدا بين مهامها العديدة دون إغفال مهامها داخل البيت.
ما رأيكم في الأسماء الآتية، في كلمة مقتضبة ؟
عائشة الشنا : أول امرأة اعتنت بالأمهات العازبات وبأطفالهن رحمها الله، ضحت كثيرا وواجهت الكثير من المتاعب والصعوبات والتأويلات، كانت امرأة رائعة وضعت اصبعها على جرح عميق لا زال داميا في مجتمعنا، ومع نضالها أخرجت هذا الملف المصموت عنه للوجود.
مالكة العاصمي: أخت وصديقة ومناضلة كبيرة جدا وكاتبة وشاعرة وسياسية، اجتمع فيها ما تفرق في الأخريات، ترأست جريدة الاختيار كان لها صدى كبير جدا في فترة من فترات الثمانينيات، أحترمها وأقدرها أطال الله عمرها وحفظها.
وليد الركراكي: مدرب المنتخب الوطني، سير سير وديرو النية، أرى فيه الأمل والتفاؤل، استطاع أن يصنع فكرا جديدا يحارب الملل والكسل وأعطى نفسا جديدا ليس فقط للمغرب والمغاربة وإنما للعالم أجمع، شاب رائع أتمنى له كل التوفيق.
لطيفة الجبابدي : الأستاذة العزيزة والأخت والصديقة، أيقونة النضال النسائي والحركة النسائية، أستاذتنا جميعا، مثقفة وكفاءة عليا تعمل بنكران ذات، تعلمنا على يديها الشيء الكثير، حكيمة في قرارتها، تجيد صناعة التوافقات، صبورة، ضحت بشبابها وسجنت خدمة لقضايا المجتمع، أتمنى لها الصحة والعافية وكل التوفيق.
عزيز أخنوش: ثري ولد وفي فمه معلقة من ذهب، رجل أعمال ناجح لكن لا صلة له بالسياسة، أحترمه على كل حال لأن الاحترام واجب للجميع …
كلمة أخيرة للمرأة المغربية وهي تخلد يومها العالمي
لا يسعني في هذه الذكرى الأممية إلا أن أقول كل عام والنساء بألف خير.