خبراء يناقشون مخاطر ندرة المياه و تدبير الطاقات المتجددة في ندوة دولية بمراكش
مغربيات
انطلقت أشغال الندوة الدولية حول موضوع ” الماء و الطاقات المتجددة و التنمية المستديمة،صباح اليوم الجمعة بمتحف الماء بمراكش، و التي تنظمها مؤسسة فكر للتنمية و الثقافة و العلوم بشراكة مع جمعية جهات المغرب.
وقال محمد الدريوش مدير مؤسسة فكر للتنمية و الثقافة و العلوم إن هذه الندوة ستشكل فرصة لتبادل الخبرات ووجهات النظر بين مختلف المشاركين و الذين ينتمون لحقول معرفية متنوعة من بلدان مختلفة كالبرتغال و فرنسا و تونس وموريتانيا و ليبيا ومدن مغربية متعددة (فاس، اكادير، الرباط، القنيطرة، تطوان، مكناس، و الدار البيضاء..).
و أكد أن المغرب يواجه خلال السنوات الأخيرة مشكل محدودية الموارد المائية و عدم انتظامها في المكان و الزمان، إذ أنه مع مرور السنوات صار يعاني من تزايد الطلب على الماء، مع انعدام الترشيد في الاستعمالات، مما تسبب في نقصان هذه الموارد.
و أشار إلى أنه أمام هذا الوضع لجأ المغرب إلى استغلال الموارد الجوفية، كما أن المغرب تأثر سلبا بالتغيرات المناخية، وبذلك سجل انتقال هذه الموارد من 2500 متر مكعب للفرد الواحد سنويا سنة 1960 إلى ما يقارب 600 متر مكعب اليوم.
و أوضح أن النظام المائي بالمغرب يتميز بتناوب أعوام زاخرة بالأمطار و المياه و أخرى عجاف يطبعها جفاف حاد و يمكن أن تدوم لسنوات طويلة كما حدث بين 2015 و 2020، حيث تم تسجيل ضعف شديد في السدود منذ 2015، حيث سجلت هذه الحصيلة أضعف مستوياتها في أواخر شهر نونبر 2021 (بنسبة 30٪)، لافتا إلى أنها أوضاع مقلقة تسائل الفاعلين و المسؤولين عن تدبير القطاع بإشكالات لا يبدو أنها ستزول خلال الأعوام المقبلة بسبب آثار التغيرات المناخية التي يشهدها الكوكب الأرضي.
بدوره ذكر عبد الإله عفيفي الكاتب العام لوزارة الثقافة و الشباب و التواصل، أن إشكال قطاع الماء يعد أعقد من أن يدبر بشكل قطري، لذلك انخرط المغرب منذ مؤتمر ريو ديجينيرو سنة 1992 في قضايا البيئة و المناخ، حيث استضاف سنة 2001 و 2016 دورتين لمؤتمر الأطراف في إطار الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 7 و كوب 22).
عبد الإله عفيفي
و أشار إلى أنه وطنيا ظل المغرب يأخذ مخاطر الاحتباس الحراري مأخذ الجد من خلال سياسات وطنية في مختلف المجالات، قوامها سياسات مائية رائدة و مخططات خضراء في الفلاحة و الصيد البحري و الاستثمار و تدبير النفايات وغيرها.
من جهته أفاد حسن احبيض رئيس جامعة القاضي عياض أن هذه الندوة الهامة تنظم في ظرفية و راهنية أساسية لها علاقة بما يعرفه وطننا و يعرفه العالم من ندرة للمياه.
و أضاف أن هذا الموضوع الذي يندرج ضمن الهاجس الوطني و العالمي حول هذه الطاقة الثامنة، يكتسي أهمية كبرى في ظل الظروف التي يشهدها العالم في ظل المخاطر التي تواجهها البيئة و المخاطر المتزايدة للاحتباس الحراري.
كما أوضح أن مسألة تدبير المياة ببلادنا تعرف أهمية بلغة نظرا لصعوبة الظروف المناخية، حيث تشكل الثروة المائية مصدرا حيويا و يعتبر توفيرها بشكل منتظم و مستدام من التحديات الكبرى التي تتطلب منا رميا مزيد من العمل الجاد من أجل ضمان الشروط الضرورية للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية.
حسن احبيض
و سيكون للمشاركين ضمن هذه الندوة التي تمتد إلى غاية غد السبت 25 فبراير الجاري، فرصة لتبادل الخبرات ووجهات النظر حول المخاطر التي تواجه العالم في مسألة تدبير المياة و الطاقات المتجددة كإحدى الشروط الضرورية لضمان تنمية مستدامة.