جدل بسبب تصريحات داعية إسلامي ضد مسلسل “المكتوب”
مغربيات
أثارت تصريحات الداعية الإسلامي ياسين العمري جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب هجومه على المسلسل المغربي “المكتوب” الذي تبثه القناة الثانية خلال شهر رمضان، و الذي يشارك فيه كل من أمين الناجي (عمر المعطاوي) و دنيا بوطازوت (الشيخة حليمة) و هند بنجبارة ( ابنة حليمة) و سلوى زهران و آخرون.
و كان الداعية ظهر في مقطع “فيديو” وهو يهاجم القناة الثانية و الإعلام عموما، حيث وصف المسلسلات و الدراما و البرامج ب“كلاب الإعلام“، كما اعتبر أن هذا المسلسل الهدف منه هو التطبيع مع المنكر، لأنه يصور ابنة “الشيخة” التي تمكنت من إكمال د راستها رغم التنمر الذي تعرضت له، و أصبحت تفتخر بكون أمها “شيخة“، وهو ما اعتبره الداعية بعيدا كل البعد عن الواقع، متسائلا لِمَ لا يتم انتاج مسلسل بطلاته نساء مسنات يقرأن القرآن، ليجزم في الأخير “أنه ببساطة هذا النوع من المسلسلات لا يجلب المال”..
و انتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات الداعية، مدافعين عن “الشيخة” التي حاول المسلسل أن يعيد لها الاعتبار، مذكرين بالأدوار الهامة التي لعبتها في تاريخ المغرب ، و في إدخال الفرح و إحياء أعراس و حفلات المغاربة، فيما اكتفى كثيرون بنشر صور ل”شيخات” مررن في تاريخ العيطة، منوهين بشموخهن و عطاءاتهن في فن العيطة وعلى رأسهن فاطنة بنت الحسين، الحاجة الحمداوية و خربوشة وغيرهن..
بدوره كتب عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص) وهو أحد أعضاء السلفية الجهادية سابقا، على صفحته بموقع فيسبوك : “الشيخة فهي جزء منثقافتنا وفئة من فئات المجتمع، وبالتالي من حق الدراما تعطيها حقها وهو أمر يحسب ليها، الشيخة بحالها بحال كل الفئات، ماشي ملاكوماشي شيطان، ماشي بالضرورة تكون شي حاجة خايبا، وماشي بالضرورة تكون مقاومة ومناضلة، هي ككل الشعب، كما تنصورو فئاتأخرى من الشعب بمختلف سلوكياتها، تنصور الشيخة لي دمرات علا بنتها وقراتها وعزيز عليها صحاباتها ومنساتهمش، و ف نفس الوقتالأم لي تتشجع بنتها على الزواج بواحد لمجرد أنو غني..
و تابع “عموما برافو لفريق العمل، وايلا بغيتي تنتقدو انتقد بوطازوت والناجي انهم مخرجوش من واحد صورة نمطية، قول أن التشخيص ديال ليمثل راجل سليمة مقنعكش، ماشي تحكر فقط على الشيخة لأنها “امرأة” مع أن المسلسلات تيهضرو على الشمكارا وعلى القتلة وعلىالمجرمين وعمرك قلتي لينا هدا تطبيع مع الشمكار ، علاش مداروش واحد ف الدرب تيقرا القران، وسولهم دربهم شحال فيه من شمكارعلاش سولتيهم غي علا الشيخات؟ لانها امراة بكل اختصار…”.
و اختتم رفيقي تدوينته بالقول “لكن شنو ممكن تسنا من شخص تيحرم حتى سماع موسيقى كلاسيكية؟ آش بغيتي يقول ف شيخة؟ إنما ليتنتعجب ليه هو الناس لي عاجباهم ديك الهضرة وتيطبلو ليها وف الأخير هوما السباب ف أننا نكونو ف أول الدول متابعة للمواقع الزرقاءخلال رمضان… قمة التخاصم مع النفس الله يحضر السلامة“
أما المخرج السينمائي عبد الإله الجواهري فكتب على صفحته بموقع “فيسبوك”، منتقدا ما أثير حول مسلسل “المكتوب“ على صفحته : الشيخة، ليست امرأة فنانة وكفى، بلسيدة وربة أسرة، وقبل ذلك مواطنة مغربية تملك من الكرامة ما لا يملكه العشرات من تجار الدين، وأزلامهم الخائبين…
و أضاف “ من ينتقص من قيمة الشيخة وأدوارها، وأهميتها في إغناء الفن الشعبي المسمى “العيطة“، كفن راق، إنما يقدم صورة عن وعيهالفج الأهوج، كما يقدم ملخصا عاما عن أخلاقه المنحطة في إطلاق الأحكام على عواهنها، ومحاكمة نساء أكثر توهجا وشرفا في الحياة“.
أعرف سيدات كريمات يزاولن الفن، من موقع الشيخات، بكل حس فني ومسؤولية إبداعية، ويقدمن صور بهية عن المرأة بشكل لا يستطيع معه الكثير من قليلي الحياء تقديمه، أعني بهم بعض من سقطوا بيننا بسبب الخواء والجهل، أساسا منهم خفافيش الظلام، أصحاب النفوس المهلهلة المريضة الانتهازية التي تتاجر بالدين، وتركب على موج فوضى الإفتاء، والتدخل في أمور لا يفهمون فيها اي شيء، اللهم الصراخ واغراء بعض البسطاء بتوظيف الدين، والدين منهم بريء…
و اختتم تدوينه قائلا : بالمناسبة، أدعو الجميع إعادة مشاهدة فيلمي “ولولة الروح” لفهم معنى “العيطة“، ومعرفة معنى تشياخت، باعتبارها مهنة شريفة عفيفة، يمارسها نساء ورجال، يعيشون بكل شموخ ونبل، من أجل أسرهم ووطنهم، وطبعا فنهم، كما ستكتشون الأداء الرائع للفنانة سعيدة باعدي في دور الشيخة الزوهرة، أداء استحقت عليه جائزة أحسن ممثلة بمهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط بالإسكندرية سنة 2018.