الدكتور حمضي ل”مغربيات” : من المحتمل تمديد العطلة المدرسية أما توقيف الدراسة فيبقى بعيد الاحتمال

مغربيات

أبدى العديد من المواطنين المغاربة تخوفهم من احتمال عودة سيناريو الدراسة عن بعد من جديد، كما أن البعض انتابهم قلق بشأن تلقي الجرعة الثالثة من لقاح كوفيد-19، بسبب الآثار الجانبية المحتملة. تلك أسئلة ضمن أخرى طرحتها مغربياتعلى الدكتور الطيب حمضي الطبيب الباحث في السياسات و النظم الصحية..

مغربيات : ماهي توقعاتكم و ماهي المؤشرات التي تتوفرون عليها بشأن انتشار المتحول أوميكرون؟

في البداية ظهرت حالة واحدة للمتحور أوميكرون ببلادنا دون أن تكون لنا معطيات حول خيوطها، أي من أين جاءت وكيف انتشرت إلخ..و طبعا هذا منحها فرصة أكبر للانتشار، مما جعلنا ننتقل من حالة واحدة إلى عدة حالات بسرعة فائقة. يجب أن نعرف أن الوضع في المغرب بالنسبة لهذا المتحور لن يختلف عنه في باقي البلدان الأخرى من العالم، حيث أنه في غضون أربعة أسابيع سيصبح هو السائد، من خلال انتشار واسع، سيسفر عنه تسجيل حالات كثيرة. أكيد الكشوفات التي ستجرى ستكون قليلة و بالتالي لن تعكس لنا حقيقة الإصابات، لكن في الواقع ستكون لنا حالات كثيرة.

هناك حديث عن عودة الدراسة عن بعد. هل تتوقعون الرجوع إلى هذا السيناريو الذي عشناه سنة 2020؟

نحن أمام وباء جديد، وبالتالي يجب أن نفهم أننا منفتحون على كل الاحتمالات، خاصة و أن الأمر يتعلق بمتحور لا نتوفر على كافة المعطيات بشأنه. إذن ففي القادم من الأيام ليس لنا سيناريو جاهز ومحبك مسبقا وكذلك لدى الخبراء و الأطباء و الباحثين في العالم كله. من الصعب القول إننا سنكون أمام ارتفاع للنسب بهذا الشكل أو ذاك و أننا سنضطر لإقفال جميع الفضاءات العامة الخ..هذا من جهة و من جانب آخر هناك معطيات تفيد بأن متحور أوميكرونهو سريع الانتشار و له هروب مناعي، قد يكون أقل شراسة لكن هذا المعطى الإيجابييضعف أمام انتشاره السريع. هذا بالنسبة لنقط تتعلق بالفيروس، هناك أيضا نقط ضعف تتعلق بالساكنة، حيث أن العديد من الأشخاص امتنعوا عن أخذ الجرعة الثالثة من اللقاح رغم توصلهم برسائل نصية، ناهيك عن ضعف احترام الإجراءات الاحترازية. دون أن نغفل وجود نقط ضعف طبيعية، تتعلق بالفصل البارد، الذي تنتشر فيه الفيروسات بكثرة، و يعيش فيه الناس داخل البيوت بالقرب من بعضهم البعض.إذن نحن أمام وصفة كاملة تتوفر فيها جميع المقادير التي يحتاجها إنجازها. الأكيد ستكون موجة أخرى من أوميكرون لكن التنبؤ بمعرفة ما إذا كانت الدراسة ستتوقف أم لا يبقى بعيدا. ربما إذا وجدنا أنفسنا أمام موجة معقدة، بعض الشيء من انتشار الفيروس، مع كل التحفظات العلمية بهذا الشأن، قد يكون هناك تمديد للعطلة المدرسية، بعيدا عن احتمال العودة للدراسة عن بعد.

الملاحظ أننا بعد ان اقتربنا من تحقيق ما يسمى بالمناعة الجماعية امتنع العديد من المواطنين من أخذ الجرعة الثالثة من اللقاح و أبدوا تخوفا منها. ما الذي يمكن أن ينتج عن هذا الامتناع دكتور؟

سنكون غير منصفين إذا قلنا بأن الجرعة الثالثة متباطئة وحدها. نفس الشيء عشناه تقريبا مع الجرعة الأولى و الثانية اللتان عرفتا تباطؤا في الإقبال عليهما. بالعكس بالنسبة لاستئناف التلقيح لدى المواطنين نجد أن الجرعة الثالثة سجلت ارتفاعا ملحوظا. إذا وجدنا مثلا 8000شخص في الجرعة الأولى و 10000 في الجرعة الثانية، فإنه في المقابل نجد 60‪.‬000 أو 80‪.‬000 بالنسبة للجرعة الثالثة. هذا التباطؤ يمكن إرجاعه إلى أسباب منها : أولا أن المواطنين اعتقدوا بسبب تحسين الحالة الوبائية ببلادنا أنهم لم يعودوا في حاجة إلى التلقيح، ثم هناك نقطة ثانية تتعلق بكوننا بتلقيح 10 أو 15 أو 20 مليون شخص، وصلنا إلى الفئة التي لديها تخوف وتردد من التلقيح، ثم هناك سبب ثالث مرتبط بالتشنج الذي حصل بسبب فرض جواز التلقيح و الذي صاحبته حملة مضادة أحيانا تحمل معطيات مغلوطة و أخبار زائفة حول الآثار الجانبية للقاح، و التي استهدفت مواطنين هم في الأصل متخوفين و إلا لكانوا تلقحوا منذ يناير الماضي.

متى حسب توقعاتكم سننتهي من هذا الكابوس؟

 يجب أن نعرف بأنه لا يمكننا أن نستيقظ ذات صباح على خبر اختفاء الجائحة. طبعا هذا شيء غير معقول. سنعود تدريجيا للحياة الأقرب إلى الطبيعية، بمعنى أن خروج الدول وعودتهم إلى الحياة الطبيعية سيتم بالتدريج، عبر تجمعات مثلا تضم 300 شخص بالكمامات، ثم بعد أسبوع سنكون أمام تجمعات ب5000 شخص بالكمامات أيضا، ثم سنستغني عن الكمامات في بعض الأماكن وهكذا دواليك الى أن نعود لى سابق عهدنا. إذن سيكون هناك خروج تدريجي، سواء من خلال خروج بعض الدول أولا ستتبعها أخرى فيما بعد، أو من خلال تخفيف الإجراءات. و بالتالي إذا تم التلقيح بشكل جيد لكل المواطنين من المتوقع جدا العودة إلى الحياة شبه الطبيعية في الأشهر الأولى من سنة 2022. إذا استوعب المسؤولون في العالم بأن التوزيع العادل للقاح على كل الدول و تمكينها من تلقيح مواطنيها بالجرعة الأولى و الثانية و الثالثة و الرابعة، فإن الخبراء و الباحثين يتوقعون نهاية الجائحة مع خروج 2022.

About Post Author