الدكتور حمضي : أزيد من مليون طفل يموتون في حوادث عرضية سنويا

مغربيات

أعادت قضية الطفل ريان الذي فارق الحياة وهو يصارع الموت في بئر عمقها 32 مترا، بعد أن سقط فيها الثلاثاء الماضي، ولم يتم إخراجه منها إلا مساء السبت وقد فارق الحياة، فتح النقاش حول الآبار المفتوحة و الحوادث المنزلية اليومية التي يروح ضحيتها أطفال صغار في غفلة عن آبائهم.. في المقال التالي يسلط الدكتور الطيب حمضي الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الضوء على هذه القضية، و يعطي أرقاما تبين خطورة هذه الحوادث التي يروح ضحيتها الأطفال سنويا عبر العالم..

الدكتور الطيب حمضي

في كل دقيقة يموت تقريبا طفلان بسبب حادث غير متعمد، ويدخل أكثر من عشرة أطفال المستشفى لنفس السبب. كلها مآسي فظيعة تعيشها الأسر في صمت. مع قصة الطفل ريان عشنا كلنا والعالم معنا مأساة مفتوحة أحسسنا معها بفظاعة هده الحوادث. بجانب الوفيات تخلف هده الحوادث إصابات وعاهات دائمة،عسى أن تكون هذه التجربة المأساوية مناسبة لنلتفت لهذا الخطر القاتل بيننا في العالم أجمع.

حوادث الحياة اليومية هي حوادث تقتل مآت الآلاف سنويا من الناس عبر العالم والملايين من الإصابات والجروح والاستشفاء والعاهات المستديمة يذهب ضحيتها خصوصا الأطفال وكبار السنهي حوادث يمكن تقريبا تجنبها كلها، لكنها تحصد المزيد من الأرواح لأن عالمنا بشكل عام ومنازلنا ومرافقنا غير مصممة لحماية الأطفال، بل صممها البالغون لفائدة البالغين بغض النظر عن احتياجات وسلامة الأطفال والأشخاص المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.

حوادث الحياة اليومية لدى الأطفال تشمل الحوادث الغير المتعمدة من اعتداءات وغيرها، ولا تشمل حوادث السير أو تلك الناتجة عن الكوارث الطبيعية، وتشمل الحوادث المنزلية التي تقع داخل المنزل او بالفضاء الملحق به أو المحيط به، وكذا تلك التي تحدث بالمدرسة أو خلال ممارسة الرياضة أو الترفيه.

تشير الأرقام المسجلة حول حوادث الحياة اليومية لدى الاطفال إلى أن أزيد من مليون وفاة لأطفال سنويا عبر العالم ناتجة عن حوادث الحياة اليومية، و أزيد من 10 ملايين يدخلون المشافي سنويا، و 95% من هذه الحوادث تقع بالدول ذات الدخل الضعيف او المتوسط.

كما أن 53 حالة وفاة لكل 100 ألف طفل بأفريقيا مقابل 8 وفيات لكل 100 ألف طفل في أوروبا، و عشرات الملايين من الإصابات والجروح والعاهات سنويا.

في حين أن الحوادث لدى أطفال الأسر متوسطة أو ضعيفة الدخل تفوق ثلاث الى أربع مرات معدلها عند الا سر ذات لدخل العالي بسبب ضيق الفضاء وقدم التجهيزات وغياب او سوء جودة التجهيزات وأدوات الحماية.

ويعد السبب الرئيسي لوفيات الأطفال دون سن 15 في الدول لغنية، ثالث سبب للوفيات، والسبب الرئيسي لوفيات الأطفال دون سن 15 عامًا. كما أن واحدا من كل 7 الى 8 أطفال يتعرض لحادث غير متعمد سنويا، و 15% منهم يدخلون المستشفيات و1 الى 2% تبقى لديهم عاهات او إصابات دائمة نفسية حركية، استيتيقية او وظيفية.

في الدول ذات الدخل العالي و  بفضل المجهودات المتخذة تم خفض وفيات الأطفال بسبب هده الحوادث بمعدل 50% %، مع دلك لا تزال تشكل 40% من الوفيات.

أهم خمس أسباب الحوادث: السقوط، الاختناق، التسمم، الغرق، الحريق.

نصف الحوادث تقع بالمنازل او الفضاءات المحيطة او الملحقة بها. حوالي ثلث الإصابات تقع بالرأس. تقع حوادث منزلية، 60% ناتجة عن السقوط، 30% إصابات في الراس. قبل 7 سنوات يكون وزن رأس الطفل غالبا على جسده.

أسباب الحوادث حسب التطور العمري للطفل: قبل الحركة يكون الاختناق بالوسادة او أشياء محيطة بالرضيع، ثم بعدها حوادث السقوط من الفراش، الاختناق بحمل الأشياء نحو الفم. عند تعلم المشي تبدأ حوادث السقوط والتسممات والحريق والغرق يمكن لطفل صغير ان يغرق في 20 سنتمتر ماء.

الوقاية من الحوادث : 

بالإمكان تجنب وقوع تقريبا كل هذه الحوادث من خلال:

  • اجراء الدراسات الوبائية المتعلقة بهده الحوادث لتحديد نوعها واسبابها ارتباطا بالمجتمعات المحلية لاستهدافها بالحملات والإجراءات الملائمة.

  • تنظيم حملات التوعية والتحسيس لفائدة الكبار والاسر الأطفال حول الحوادث وطرق الوقاية منها والالتزام بها.

  • سن القوانين وتطبيقها وتحيين المعايير المتعلقة بالحماية والسلامة في مجال التعمير والتجهيزات وشروط السلامة.

  • تدريب البالغين على الإسعافات الأولية لتقديم يد المساعدة لضحايا هذه الحوادث.

الطفل ليس بالغا صغيرا، بل انسان مختلف عن البالغين من حيث الطول والوزن ودرجة النضج، والاحتياجات ومراكز الاهتمام.

تغيير وتعديل محيط الطفل أي أولا المنزل، بإعادة النظر في كل محتوياته من أبواب ونوافذ وطرقات وممرات وأثاث وأجهزة وأدوات وسلالم بحيث تجنب الطفل الصدمات والسقوط، والاعتماد على المفاتيح والأقفال لإغلاق النوافذ والأبواب، وكل الأماكن التي يحتمل أن تصل يد الطفل إليها خصوصا تلك التي تحتوي الاشياء الخطرة من سكاكين أو سوائل سامة وادوية. وابعاد الاشياء الصغيرة الحجم عن متناول الطفل لئلا يختنق بها.

بعض من سبل الوقاية على سبيل المثال:

مراقبة الطفل وهو يلعب في الحديقة او خارج البيت او بالقرب من حوض السباحة مع تسييج الاحواض وتجهيزها بأجهزة الإنذار.

  • في حالة وجود بئر في الحديقة يجب تغطيته ووضع حواجز حوله.

تحويل مقابض المقلاة والطنجرة إلى الخلف كي لا تطولها يد الطفل.

  • الاحتفاظ بمواد التنظيف وكل المواد السامة في علبها الأصلية ووضعها في خزانة مقفلة بعيدا عن متناول الطفل.

  • عدم ترك الحبال في متناول الطفل او قريبة منه لئلا يختنق بها.

  • عدم ترك الأكياس البلاستيكية في متناول الطفل قد يضعها على رأسه ويختنق.

  • حماية سرير الطفل بما يمنع السقوط.

  • الاحتياطات داخل الحمام.

  • وضع شبابيك على كل النوافذ.  

About Post Author