الدار البيضاء تحتضن الدورة الأولى للمهرجان الدولي للسينما و المساواة

أحمد سيجلماسي
تنظم الدورة الأولى للمهرجان الدولي للسينما والمساواة بالدار البيضاء من 14 إلى 17 ماي 2025 بالمركب الثقافي محمد زفزاف (مقاطعة المعاريف) وفضاءات أخرى، ويتضمن برنامجها العام مسابقة رسمية يتبارى على جوائزها الثلاث (الكبرى، الإخراج، السيناريو)، أمام لجنة تحكيم مكونة من لطيفة أحرار وفاطمة الإفريقي ونجاة الوافي، 14 فيلما قصيرا من إيران والبرازيل وتركيا وفرنسا ومصر وسوريا وتونس والطوغو والمغرب. كما تتبارى هذه الأفلام أيضا على “جائزة المساواة” التي تمنحها الجهة المنظمة للمهرجان (جمعية التحدي للمساواة والمواطنة).
يتضمن برنامج هذه الدورة الأولى أيضا ندوة حول “السينما والمرأة وقانون الأسرة” وأخرى حول “سينما فريدة بن اليازيد” وثلاثة تكريمات لكل من لطيفة اجبابدي ومحمد سعيد السعدي وفريدة بن اليازيد وفقرات أخرى.
يهدف هذا المهرجان الجديد إلى الإحتفاء بالإبداع السينمائي، الذي يسلط الضوء على المواضيع المرتبطة بقضايا المرأة، وبالحضور النسائي في مختلف واجهات المهن السينمائية ومراحل صناعة الأفلام. كما تسعى إدارته إلى خلق فضاء للحوار والتعبير وجعل السينما جسرا يصل بين قضايا المرأة وأوسع شريحة من الجمهور، وتدعو الجميع للحضور من أجل الإحتفاء معا بسحر الفن السابع ودوره في ترسيخ القيم الإنسانية النبيلة.
وبمناسبة تكريم المبدعة فريدة بليزيد وإطلاق إسمها على هذه الدورة الأولى للمهرجان، نقترح التعريف بها من خلال هذه الورقة، التي يتضمنها العدد الرابع من سلسلة “وجوه من المغرب السينمائي”، الصادر بالدار البيضاء في يوليوز 2023:
فريدة بن اليازيد.. سينمائية رائدة:
المخرجة والسيناريست فريدة بن اليازيد الحسني، المزدادة يوم 10 مارس 1948 بطنجة، حاصلة على إجازة في الأدب من جامعة باريس الثامنة سنة 1974 ومتخرجة من المدرسة العليا للدراسات السينمائية بنفس المدينة بدبلوم في الإخراج سنة 1976 ومستفيدة سنة 1977 من تداريب سينمائية مختلفة بباريس.
كانت والدتها، المتفتحة والمستقلة الشخصية، تعشق فنون الغناء والموسيقى والسينما وغيرها، وهي التي زرعت فيها حب السينما منذ مرحلة الطفولة حيث كانت تصطحبها معها لمشاهدة الأفلام المصرية والأمريكية والإسبانية والفرنسية وغيرها في قاعات السينما بطنجة منذ أواخر خمسينات القرن الماضي. وبعد قضاء عشر سنوات في دراسة الأدب والسينما والإشتغال بالديار الفرنسية تملكها الحنين إلى المغرب وقررت العودة للعيش بمسقط رأسها بشكل نهائي.
نشرت فريدة مجموعة من القصص القصيرة وكتبت مقالات وأنجزت روبورتاجات وأفلام وثائقية لفائدة منابر إعلامية مغربية (“الليبرالي” وقناة “دوزيم” …) وأجنبية ( “إلموندو” بإسبانيا و”قنطرة” بباريس والقناة الفرنسية الثالثة…). كما ساهمت، قبل إخراجها لباكورة أفلامها الروائية الطويلة “باب السماء مفتوح”، في إنتاج “جرحة في الحائط” (1978) و”عرائس من قصب” (1982)، أولى الأفلام الروائية الطويلة لصديقها المبدع الجيلالي فرحاتي، وكتبت وأنتجت مسرحية من إخراج عبد الكبير الشداتي سنة 1979 بالإضافة إلى إخراجها في نفس السنة لعمل تلفزيوني وثائقي لفائدة القناة الثالثة الفرنسية بعنوان “هوية امرأة”.
من الأفلام الروائية الطويلة التي كتبت أو ساهمت في كتابة سيناريوهاتها: “عرائس من قصب” (1982) للجيلالي فرحاتي، “بادس” (1988) و”البحث عن زوج امراتي” (1993) و”فاطمة سلطانة لا تنسى” (2022) لمحمد عبد الرحمان التازي، “سارق الأحلام” (1995) لحكيم نوري، “قصة وردة” (2000) لعبد المجيد الرشيش، بالإضافة إلى أفلامها كلها باستثناء “خوانيتا”.
تضم فيلموغرافيتها السينمائية كمخرجة الأفلام الطويلة التالية: “باب السماء مفتوح” (1988)، “كيد النساء” (1999)، “الدار البيضاء يا الدار البيضاء” (2002)، “خوانيتا بنت طنجة” (2005)، “حدود وحدود” (2012). هذا بالإضافة إلى الفيلم القصير “على الشرفة” (1995) والأعمال التلفزيونية: “النية تغلب” (2000) و”البكمة” (2001)، وهما فيلمان روائيان طويلان، والروبورتاجات والأفلام الوثائقية القصيرة والمتوسطة وغيرها: “أميناتا طراوري، امرأة من الساحل” (1993)، “كونطرا باند” (1994)، “سردين عام 2000” (1998)، “صيد الأسماء بالمغرب بين التقليد والعصرنة” (1999)، “كازا نايضا” (2007)، “تامي التازي، إبداعات عبر الزمن” (2013)، سلسلة “مختارات من الموسيقى والرقص الأمازيغيان” (2016- 2017)، وتضم تسعة فيديوهات مدة كل منها 26 دقيقة…
يعتبر فيلمها الطويل الأول “باب السماء مفتوح”، وهو إنتاج مغربي تونسي فرنسي مشترك، أفضل أفلامها والأقرب إلى قلبها، لأنه يعكس جانبا من شخصيتها وانفتاحها على ثقافتها الأصلية وثقافة الغير. وقد تم ترميمه ورقمنته سنة 2019 بفضل منحة أنجليزية ليعاد عرضه في نسخته الجديدة بفضاءات ومناسبات مختلفة.
حظيت فريدة بتكريمات هنا وهناك، وشاركت في لجن تحكيم بعض المهرجانات السينمائية (رئيسة أو عضوة) وشكلت تجربتها السينمائية موضوع ندوات وأبحاث ومقالات عدة، وقد أصدرت الجمعية المغربية لنقاد السينما، ضمن منشوراتها، كتابا جماعيا بعنوان “التجربة السينمائية للمخرجة فريدة بليزيد” (2009).