ادريس الروخ يتحدث عن عاداته خلال رمضان وعن نجاح مسلسله “كاينة ظروف”

مغربيات

تربع مسلسله “كاينة ظروف” الذي يعرض حاليا على القناة الأولى على عرش الأعمال الدرامية المعروضة خلال هذا الموسم الرمضاني، حيث حاز أكبر نسبة مشاهدة (5 ملايين على القناة الأولى). إنه الممثل و المخرج ادريس الروخ الذي يسير نحو الإخراج بخطى حثيثة، بعد أن أثبت كفاءته في عالم التشخيص لسنوات. 

“مغربيات” سألت الفنان ادريس الروخ عن عاداته خلال شهر رمضان و عن نجاح مسلسله “كاينة ظروف” وعن جديده الفني في الحوار التالي..   

مغربيات : كيف تقضي أيام رمضان؟ 

في الحقيقة هذا الشهر جاء في ظروف استثنائية و قاسية بعض الشيء بالنسبة لي، بحكم أنني خضعت، أخيرا، لعملية جراحية على عينيَ في أول أيام رمضان. أنا ملزم بأخذ أدوية و مراجعات عند الطبيب، و بالتالي فقد قلصت من الأنشطة التي اعتدت القيام بها خلال الشهر الفضيل و حتى خارجه، حيث من عاداتي أنني أواظب على القراءة. عادة خلال هذا الشهر أمكث ببيتي مع أسرتي و أساعدهم في التحضيرات. الحمد لله أنني، خلال هذه الأيام، تخلصت من الضمادات و يمكنني تدارك يعض الطقوس التي تتنوع بين ما هو روحي و عائلي. اعتدت في رمضان أن أنام متأخرا و أستيقظ مبكرا وهي عادتي عموما، خلال الأيام العادية، حتى يتسنى لي القيام بالعديد من الأمور خلال يوم طويل. 

حدثنا عن عاداتك المتأصلة خلال الشهر الفضيل؟

أولي أهمية كبيرة لما هو روحي ثم تأتي الأسرة التي أمنحها طبعا الوقت الكثير. أتابع بناتي في دراستهن. عموما في رمضان نستقبل أصدقاءنا و أقرباءنا ببيتنا على مائدة الإفطار. نقوم بزيارات ودية لهم.  يومي حافل عادة بالكثير من الأنشطة سواء داخل البيت أو خارجه. رمضان بالنسبة لي فرصة للتخلص من القلق الذي نعيشه طيلة السنة. خلال هذا الشهر نعود إلى حضن العائلة التي أعتبرها مهمة جدا لكونها تعطينا الأمل و تجدد إحساسنا بما يدور حولنا. 

هل تقرأ و ماذا تقرأ؟

طبعا أقرأ بكثرة. أقرأ في الأدب (الرواية و الشعر) و النقد و الفلسفة و السير الذاتية و التاريخ. القراءة هي نافذتنا على ذواتنا و على العالم. إنها ذلك الترويض الداخلي للذهن و الإحساس،  تمنحنا دهشة الاكتشاف، اكتشاف عوالم أخرى بشخوصها و فضاءاتها تشعرك بقربها عاطفيا ووجدانيا منك. تشعر أثناء القراءة بتغير الأزمنة و الأمكنة، و بالتالي فالقراءة هي الغذاء الروحي الذي نحتاجه، لأنها تجعلك تغوص في عوالم بعيدة عما تعيشه من حولك و يثير قلقك. القراءة تتيح لي أن أعيش في زمن آخر و أن أحيا حياة أخرى، كما أنها تجعل حقيبتي الافتراضية أكثر امتلاء و اتساعا و إبداعا. 

كيف تلقيت نجاح مسلسل “كاينة ظروف؟”

لقيته بكثير من الفرح، أكيد. تتبع الجمهور لحلقاته، سواء عبر القناة الأولى أو عبر المنصات الأخرى المتعددة. على أي فهذا النجاح يعود لكل فريق العمل في هذا المسلسل الذي يضم 30 حلقة، وتبث كل منها في 52 دقيقة. هذا التجاوب داخل و خارج المغرب أسعدني كثيرا. كما أن تتبع الجمهور لتطور الأحداث و الشخصيات و حرصه على مناقشتها أفرحني. النجاح في حد ذاته ليس إلا نوع من الاعتراف بالمجهود الذي قمنا به جميعا، كتابة و إنتاجا و إخراجا و تشخيصا، دون أن أنسى التقنيين و الإداريين، كل ساهم من موقعه في نجاح العمل.  

هل تعتقد أن مسلسل “كائنة ظروف” نافس إلى حد كبير، بل سرق الأضواء من مسلسل “المكتوب” خلال هذا الموسم الرمضاني؟

يتجاهل السؤال. 

وجهت لك انتقادات أنك أخرجت عملا و كتبته و لعبت فيه دورا رئيسيا؟ مثلما وقع في فيلمك “جرادة مالحة” ما ردك على ذلك؟

لاتنسيْ أنني ممثل، و أحب من حين لآخر ن أقوم بدوري و أن ألعب شخصيات أعشقها و أشتغل عليها بذكاء, خاصة أنني من الممثلين الذين يشتغلون قليلا. أفضل الاشتغال على أدوار أميل إليها، و دائما أبحث عن التحديات في لعب الأدوار التي تستهويني، سيما الشخصيات المعقدة و المركبة التي تمتاز ببناء درامي معقد. إن كنت اشتغلت في بعض الأعمال، فإنني لم أشتغل في أعمال أخرى قمت بإخراجها. في المسلسات لم أقم بالإخراج و التشخيص لأنني لم أجد ضرورة لذلك.  وجدت أن هناك ممثلين يجيدون تلك الأدوار و يؤدونها بكفاءة عالية. لكن في بعض الأحيان أجدني أحب أن أشخص دورا رغم أنني مخرج للعمل وهذا ليس عيبا، بحسب أعتقادي، كما أنه ليس غريبا و لا يدعو للانتقاد. من حقي أن أمثل و أخرج عملا إذا كانت الفرصة مواتية للاشتغال فيه و لا تدعو للحديث عن ذلك أو انتقاده، ما دامت حقا من حقوق الفنان. كل ما في الأمر أنني أشعر أحيانا أنني سأضيف لتلك الشخصية و للعمل و يمكنني أن أبرزها و أساهم في البناء الدرامي العام للعمل، مما يدعوني لتقمص بعض الأدوار التي غالبا ما لا تكون رئيسية في العمل. 

أيهما أصعب الإخراج التلفزيوني أم السينمائي؟

لا يجب الاستهانة بالإخراج التلفزيوني، و لا ينبغي تبخيس عمل المخرج التلفزيوني بالمقارنة مع المخرج السينمائي. صحيح أن في السينما هناك اختلافات على مستويات عدة، عندما نشتغل على الفيلم السينمائي فالطريقة مختلفة لأن هذا الأخير له تقنيات و آليات اشتغال و طريقة تفكير و نظرة مختلفة، في حين أن التلفزيون يفرض نوعا خاصا من المواضيع التي ينبغي التركيز عليها و الاشتغال عليها بتأن وذكاء، نظرا لما يتطلبه العمل التلفزيوني من نفس طويل و قدرة على الاستيعاب و الاشتغال على أعمال من حجم المسلسلات التي تمتد على 30 حلقة، مع كل ما يتطلبه ذلك من تتبع للشخصيات و الأحداث المتشابكة و شبكات العلاقات بين الشخصيات في تقلبها و تكوينها و تطورها و بنائها و هدمها كذلك، في إيصال أحاسيسها.  ذلك كله يتم خلال مدة طويلة من التصوير، و بالتالي الاشتغال على الأعمال التلفزيونية له متعته الخاصة، و كذلك الشأن بالنسبة للسينما، حيث هناك نوع آخر في التركيبة، و طريقة الاشتغال بمفهومه العميق.  هناك اختلافات على مستوى الطرح، على مستوى الزمن و المكان. مع العلم أنه ليس هناك تباعد كبير جدا، حيث تشتغل بنفس فريق العمل و نفس الآليات تقريبا. هنا الاختلاف يخص الرؤية. لكليهما مكانه أو مكانته الخاصة التي يجب احترامها و تقديرها. الاثنان يتطلبان الاشتغال بجد و صدق كذلك. التلفزيون يمنحك إمكانية التواصل مع الجمهور العريض، و في السينما ينبغي أن تثبت قدرتك على تحقيق ذلك من خلال قاعات العرض و المهرجانات التي قد تشارك فيها و الجوائز التي قد تحصل عليها. لكن الأهم هو أن تثبت أن لك وجهة نظر سواء في التلفزيون أو السينما. 

هل ستركز على الإخراج مستقبلا أم ستستمر في التشخيص؟

لا أستطيع أن أجزم. لا يمكنني الحسم فيما أنني سأكتفي بالإخراج سواء التلفزيوني أو السينمائي أو المسرحي كذلك، و ما إذا كنت سأنشغل بالتشخيص. و بالتالي لا يمكنني التفريق بين حبي لكل هذه الأشياء مجتمعة. هي كلها فروع لشجرة واحدة،  هي شجرة الإبداع. ينبغي فقط أن يكون منطق الاشتغال عليها كلها واحدا وهو الصدق. الأهم هو أن نشارك و نجتهد و نستمع لنبض الآخر، في إطار إنساني و مجتمعي. يجب أن نشتغل من زوايا متعددة تقربنا من التلفزيون و المسرح و السينما كذلك، و نترك بصمة يمكن أن تلهم الأجيال اللاحقة. 

ماهو الدور الذي لازلت تتطلع لأدائه؟

هناك أدوار كثيرة جدا. شخصيات تاريخية مغربية، و عربية و حتى عالمية. شخصيات بأبعاد نفسية معقدة. أتطلع لأدوار  يمكن أن تكون لها آثار بليغة على مستوى المشاهدة و أن تكون دوافعها الإنسانية قوية جدا. أحب تلك الأدوار التي يكون بناؤها الداخلي قويا، و تجعلنا نعيش معها لحظات من الألم و الفرح. أدوار تدفعنا للتفكير، أحب أن يكون كل هذا في قالب مليء بالأحاسيس و الانفعالات. هذه الشخصيات تستهويني و أسعى لتشخيصها و رعايتها و تبنيها و تقاسمها مع الجمهور. 

ماهو جديد الفنان ادريس الروخ؟

أشتغل على عمل سينمائي جديد بعنوان “الوترة”، بالإضافة إلى عمل تلفزيوني للقناة الثانية و عمل تلفزيوني للقناة لأولى، ثم إتمام عملي الروائي “رداء النسيان” مع مطلع السنة المقبلة إن شاء الله. 

About Post Author