“أصدقاء المدرسة العمومية” يفتتحون “الفضاء الثقافي” بإعدادية الآفاق بحضور مدير أكاديمية مراكش +فيديو
مغربيات
افتتحت جمعية “أصدقاء المدرسة العمومية“ كلا من “الفضاء الثقافي“ و “بستان المدرس“ بالثانوية الإعدادية الآفاق بجماعة سعادة بمراكش، صباح اليوم السبت (12 مارس الجاري)، وذلك بحضور مولاي أحمد الكريمي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بجهة مراكش ـ آسفي و نشطاء حقوقيين و فاعلين جمعويين و إعلاميين والأطر التربوية و الإدارية و تلميذات و تلاميذ إعدادية الآفاق.
و قالت ليلى بن سليمان رئيسة جمعية “أصدقاء المدرسة العمومية“ ل“مغربيات“ : إن هذه المبادرة، التي لاقت استحسان الأطر التربوية و الإدارية و تلميذات و تلاميذ ثانوية الآفاق الإعدادية و جمعية أولياء و آباء التلاميذ، تأتي في إطار برنامج دأبت الجمعية على تفعيله في عدد من المؤسسات التعليمية العمومية في إطار التعاون بين المدرسة العمومية و المجتمع المدني، مؤكدة أن هذا الفضاء سيمكن التلاميذ من الانفتاح على محيطهم و قضاء وقت فيه إفادة و متعة، مؤكدة على انخراط الجمعية في الوعود بالتزاماتها منذ تأسيسها، و التي تهدف إلى النهوض بالمنظومة التربوية.
ضيوف الحفل يساهمون بكتب لخزانة الفضاء
مساهمات بكتب قيمة للفضاء الثقافي
بدوره نوه مولاي أحمد الكريمي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بهذه المبادرة التي من شأنها أن تعزز تطوير النموذج البيداغوجي الرامي إلى دعم التمكن من اللغات بصفة عامة و اللغة العربية بشكل خاص، وكذا دعم كل جوانب الفهم و إغناء المعرفة و اكتساب الكفايات متعددة الأنواع، و التي تعد مكتسبات تخدمها رافعة المكتبات المدرسية أساسا.
كما أشاد بنموذج التصميم المعتمد في “الفضاء الثقافي“ الذي ارتكز على وسائل مساعملة، مستحضرا البعد البيئي، حيث الطاولات اعتمدت على أخشاب أعيد استعمالها بشكل جميل فيه لمسة إبداعية، و المقاعد تم الاعتماد فيها على إطارات العجلات صُمِمت بروح فيها نوع من الإبداع و الابتكار، كما تم إشراك التلاميذ في كل مراحل التهييء لهذا الفضاء الذي أصبح يحتضن التلميذات و التلاميذ ويوفر لهم جوا فيه كثير من الفائدة عن طريق مكتبة متعددة التخصصات و وسائط الاتصال و مزود بشبكة الانترنت، فضلا عن تقديم عروض سينمائية و مسرحية ستمكن التلاميذ من تنمية قدراتهم الإبداعية و مواهبهم و الانفتاح على عوالم أخرى شاسعة.
و أبرز الكريمي أهمية “بستان المدرس“ الذي سيمكن التلاميذ من الربط بين ما تلقوه من دروس نظرية و الجانب التطبيقي في مادة علوم الحياة و الأرض، حيث سيمنح لهم هذا الفضاء فرصة للتعرف عن قرب على أهم مراحل الاستنبات و تتبع نمو بعض المزروعات المثمرة ، كما يظهر جليا حب التلميذات و التلاميذ لهذا القرش، من خلال انخراطهم فيه بشكل حيوي و فعال.
وذكر المتحدث بالمشروع الذي أشرفت عليه الوزارة الوصية، أخيرا، حيث تم توزيع مليون و 100 ألف كتاب بكل المؤسسات التعليمية على المستوى الوطني في إطار الشراكة التي تجمع الوزارة بالوكالة الأميركية للتعاون، و التي تندرج في مشروع ورش القراءة، نظرا لأهميته، حيث تعد من أهم الأوراش التي انكبت عليها الوزارة، منوها بالتجربة التي خاضتها التلميذة مريم أمجون التي فازت، قبل ثلاث سنوات، بجائزة تحدي القراءة العربي، تلتها بعد ذلك التلميذة فاطمة الزهراء على مستوى الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة.
أثناء تفقد “بستان المدرس”
مولاي أحمد الكريمي رفقة تلميذات “الفضاء الثقافي”
من جهته قال سفيان أصبان حارس عام خارجية ثانوية الآفاق الإعدادية ل“مغربيات“ : إن هذا الفضاء الذي تم افتتاحه اليوم إلى جانب “بستان المدرس“ هو إعادة تأهيل لفضاء لم تكن تتوفر فيه مؤهلات مكتبة أو خزانة من قبل، حيث تم تصميمه بعد لقاءات عديدة مع شركائنا : جمعية “أصدقاء المدرسة العمومية“ و جمعية آباء و أولياء التلاميذ، و قد اشتغلنا رفقة تلاميذ و تلميذات المؤسسة من أجل أن يصبح هذا الفضاء على ما هو عليه اليوم، وبحكم أنني كنت أشتغل أستاذا للتربية التشكيلية، فقد اعتمدنا على إعادة استعمال مواد مهملة، وهو أمر لم يكن سهلا بالمرة. وقد اضطررنا للتوقف فترة الجائحة، قبل أن نستأنف العمل من جديد. هدفنا في ذلك هو أن يظهر أثر هذا الفضاء الثقافي على مستقبل التلاميذ الذين سيجدون فيه من دون شك ملاذا للترفيه و للاستفادة في نفس الوقت، خاصة مع جلب كتب متنوعة ستغني لا محالة الخزانة التي سيجدون فيها كل ما يحتاجونه من وسائل المعرفة و المعلومات، أملنا في ذلك أن نقرب التلميذ من الكتاب و نزرع فيه حب القراءة. بالإضافة إلى ذلك، يضيف أصبان، سيمكن هذا الفضاء التلميذات و التلاميذ من مشاهدة أفلام و مناقشتها و الاستمتاع بعروض مسرحية و فنية، مما يمكنهم من الخروج من الجو الروتيني الذي كانوا يعيشون فيه، كما سيتيح لهم الانفتاح على عوالم أخرى. أما بالنسبة ل“بستان المدرس“، يؤكد أصبان، فإنه يعد بمثابة مختبر حي لتطبيق الدروس النظرية التي يتلقاها التلاميذ في القسم، حيث يشاهد التلميذ عن قرب أثر الاستنبات و نمو النباتات، و يدرك بالتجربة كم تتطلب نبتة مثمرة من الوقت لكي تنمو ، قبل أن تصل إلى موائدنا، وهي مسألة فيها الكثير من الدروس و العبر، كما يمكنه من التعرف على الطفيليات و كل ما يتعلق بالزراعة، فضلا عن أنه فضاء يمكن التلميذات و التلاميذ من الانفلات من قبضة جو القسم المغلق نحو الاستمتاع بفضاء مفتوح. نأمل أن تستفيد مدارس عمومية أخرى من مثل هذه الأوراش، صحيح أن الظروف صعبة و التحديات كثيرة، لكن بفضل الإرادة و التعاون يمكننا إعادة الاعتبار للمدرسة العمومية“.
سفيان أصبان حارس عام بالإعدادية
صورة للذكرى
وعن هذا الفضاء الثقافي و أهميته قالت فاطمة الصحراوي تلميذة تتابع دراستها بالثالثة إعدادي بالمؤسسة إنها أحبته لأنها وجدت فيه متنفسا، حيث لم تعد تضطر رفقة زميلاتها إلى مغادرة المؤسسة في أوقات الفراغ، الشيء الذي مكنها من ولوج المكتبة و قراءة ما ترغب فيه من قصص وروايات باللغتين العربية و الفرنسية، وهو ما ساعدها كثيرا في تجاوز الكثير من الصعوبات في الفهم خاصة و أنها تتابع دراستها بشعبة “خيار فرنسي”.
تلميذات بفضاء الثقافة
بالنسبة لبستان المدرس، قال اسماعيل أكرام وهو تلميذ يتابع دراسته بالثالثة إعدادي ل“مغربيات“ إن هذا الفضاء علمه كيف يحافظ على البيئة، سواء داخل المدرسة أو في محيطها الخارجي، كما نمى عنده الحس بالتعاون و العمل ضمن الجماعة، تحت إشراف أساتذة مؤطرين، وهو ما جعله يكتشف في نفسه، رفقة زملائه، مواهب في الزراعة و الاستنبات كان يجهلها من قبل، فضلا عن الدروس التطبيقية التي اتاحها هذا الفضاء، خاصة العناصر الغذائية التي تحتاجها النباتات لتنمو كالماء و الأملاح المعدنية و الأكسجين.