أحمد عصيد يستحضر ما كتبه العلامة المختار السوسي ويطالب بإعلان رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا

مغربيات

تعلو أصوات العديد من النشطاء الحقوقيين المغاربة ككل سنة بجعل يوم 12 يناير من كل عام عطلة رسمية لدى المغاربة، و هو مطلب لازال لم يتحقق بعد‫، حيث يصادف هذه السنة الاحتفال‬ برأس السنة الأمازيغية 2972، و يسبق التقويم الميلادي ب 950 عاما، و يطلق عليه اسم الناير، أو إناير.‬

وكتب العديد من المغاربة تدوينات على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي يهنئون من خلالها بعضهم البعض بحلول رأس السنة التي تعني الاحتفال بالسنة الفلاحية‫، مرفوقة بصور للأطباق التقليدية التي يتم تحضيرها بالمناسبة و كذا الأزياء الأمازيغية التقليدية.‬

وطالب الناشط الحقوقي و الكاتب أحمد عصيد، في تدوينة كتبها على صفحته بموقع فيسبوك“،الدولة المغربية بترسيم هذه المناسبة و إعلانها عيدا وطنيا ويوم عطلة لتعميق الشعور الوطني، معتبرا أن تاريخ المغرب لم يبدأ بمجيء الأديان، بل وجد كجغرافيا و أرض و وطن وشعب قبل جميع الديانات، حيث احتضنها جميعها كما احتضن لغات و ثقافات عدة، فكان بذلك ملتقى عناصر حضارية عظيمة، وهو ما جعل هذا الانتماء للأرض يجعل احتفالات رأس السنة الأمازيغية ذات دلالات عميقة‫، عكس ما يراه المتطرفون الدينيون، الذين يؤكد عصيد أنهم لا ‬يفهمون ما أنتجته الحضارة على مر القرون.‬

و أضاف عصيد في تدوينته التي عنونها برأس السنة الأمازيغية بين علماء المغرب وأتباع الايديولوجيات الأجنبيةأ‫ن الدرس الذي يمكن تقديمه للمتطرفين من ذوي نمط التدين الأجنبي هو النص الجميل الذي كتبه العلامة المختار السوسي في كتابه المعسول وهو يصف عادات و تقاليد إض إناير، حين قال : “المعتاد في أول السنة الفلاحية من أنواع الأطعمة الإلغية نوع يسمى أوركيمنيصنع من حبوب الذرة والقمح والفول والعدس واللفت اليابس مع الأكرعة التي تجمع لذلك من قبل، يطبخ الجميع في قدر طبخا جيدا طوال النهار، ويتحين صنع  هذا الطعام في ليلة أول السنة“.

ويضيف العلامة واصفا المعتقدات الشعبية الأسطورية القديمة التي تمارس في هذه المناسبة دون تسفيهها أو تكفير أهلها قائلا :” والنساء الإلغيات يطبخنه تيمنا ودرءا للعين والجن، ولذلك يعمد بعضهن إلى إراقة بعض مرق هذا المطبوخ على بعض زوايا الدار، وإزاء أسراب المياه من الساحات وداخل المنزل، وما هي بالعادة الوحيدة التي تصنع ليلة أول السنة، فأتذكر أن الناس يحرصون على ألا يبيت أي واحد خارج منزله مسافرا، ويرى بعضهم أن من لم يبت في داره تلك الليلة لا يزال مفارقا لداره طول السنة“.

ودعا عصيد المغاربة لالنظر إلى الفرق بين علماء الدين الحقيقيين الملتحمين بأوطانهم، وأدعياء الدين الهائمين على وجوههم من أصحاب اللحى الفولكلورية.‬.

العلامة المختار السوسي

About Post Author